كشفت معلومات لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن قرار حركة “حماس” باستئناف علاقاتها مع دمشق، أتى تتويجاً لسلسلة من اللقاءات التي جرت بين مسؤولي “حماس” والمسؤولين السوريين، وتخلّلتها مراجعات للفترة السابقة، وتبادل ملاحظات حول الملفّات التي تجب معالجتها بشكل جدّي، ليصل العمل إلى مرحلة بناء الثقة، تمهيداً للتطبيع الشامل والواسع بين الجانبين.
وأضافت الصحيفة، أن “البيان يأتي في ضوء استمرار اشتغال الحركة على تطبيع هذه العلاقات بعد سنوات من القطيعة، ومواجهة العقبات التي تحاول أطراف خارجية وضعها في طريق تسوية جميع الخلافات مع السوريين”.
وبيّنت المصادر أن “عدة مباحثات انطلقت بعد معركة “سيف القدس” بين “حماس” والقيادة السورية، برعاية من الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، حيث تمّ كسر الجمود كخطوة أولى، بينما وصل العمل في الفترة الأخيرة إلى مرحلة بناء الثقة تمهيداً لاستعادة العلاقة بشكل أكبر وأوسع”.
إذ تبادَل مسؤولو الحركة والمسؤولون السوريون، خلال لقاءات دورية جمعتْهم، ملاحظات حول فترة القطيعة وما سبقها، والملفّات التي تجب معالجتها بشكل جدّي لإنهاء الخلاف، مع إبداء ملاحظات حول كيفية تجاوُز المسبّبات الخارجية والداخلية التي أعاقت إعادة العلاقات بينهما سابقاً، بحسب مانقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
وشددت المصادر أن “هذا المسار سيتسارع خلال الفترة المقبلة، في ضوء المتغيّرات والتحدّيات الإقليمية والدولية، في ظلّ تَشكّل تحالف التطبيع بين الدول العربية و”إسرائيل” برعاية أميركية، بما يشكّل تهديداً للمنطقة”.
من جهتها، أكدت صحيفة “الشرق الأوسط “ أن “بيان “حماس” جاء بعد زيارة قام بها رئيس الحركة إسماعيل هنية إلى موسكو، تضمنت لقاءات ونقاشات مع المسؤولين الروس حول معظم القضايا المشتركة، وفي هذا الصدد قال مصدر للصحيفة، إن “هذه الزيارة سيكون لها أثر كبير في العلاقة مع روسيا، وفي العودة إلى سوريا ومد جسور مع حلفائها الآخرين في المنطقة”.
وسبق أن نشرت صحيفة “الشرق الأوسط”، في حزيران الماضي، أن “قرار استئناف العلاقة مع سوريا ليس جديداً، واتخذ في وقت سابق قبل أكثر من 10 أشهر، في ضوء تغييرات كثيرة، من بينها التغيير في قيادة “حماس”، في إشارة إلى صعود وسيطرة الجناح المتشدد القريب من سوريا وإيران في الدورتين الأخيرتين، الذي يؤمن بأهمية العلاقة مع إيران، وفي ظل التخلص من الحرج الذي كانت تشعر به الحركة، بسبب اعتبارها جزءاً من “الإخوان”، وبسبب تغييرات في المعادلة في سوريا وبالنسبة إلى “حماس” في الإقليم”.
وكان نائب رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة، خليل الحية، قد أكد إلى صحيفة “الأخبار”، في أواخر حزيران الماضي، أنه “ثمّة قراراً اتُّخذ بالسعي إلى استعادة العلاقة مع دمشق، بعد نقاش داخلي وخارجي على مستوى الحركة شارك فيه قياديون وكوادر ومؤثّرون وحتى معتقلون داخل السجون”، متابعاً: “وضعنا تركيا وقطر في أجواء تَوجّهنا هذا، وهما لا تُعارضانه”.
أثر برس