أثر برس

هل ستحل قمة بوتين-أردوغان عقد تركيا في سوريا؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس ثمة تحديات تركية تبرز إلى صدارة المشهد السوري، وأبرزها الهجمات ضدهم في إدلب واتفاقاتها مع روسيا التي فشلت في تنفيذها والرسائل الروسية التي تشير إلى عدم التزام أنقرة، نتيجة عدم قدرتها على فصل المجموعات الجهادية عن “المعارضة المعتدلة” في إدلب.

الوجود التركي في إدلب:
بعد التطورات التي شهدتها محافظة درعا، عاد الحديث عن محافظة إدلب إلى الواجهة من جديد، وذلك من خلال التصريحات الروسية، حيث أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أثناء مؤتمر صحفي عقده خلال أيلول الجاري مع وزير الخارجية الإسرائيلي “يائير لابيد” أن تركيا لم تلتزم باتفاقات إدلب، ومن خلال تسليط الضوء على عدم شرعية المجموعات المسلحة الموجودة في المحافظة والخلافات القائمة فيما بينهم، ومؤخراً التقارير التي تتحدث عن الاستهدافات التي تعرضت لها القوات التركية في المحافظة من تنظيمات مجهولة التبعية، وفي هذا الصدد نشر “مركز محاربة الإرهاب والتطرف للأبحاث” التركي (TERAM)، تقريراً يفيد بأن القوات التركية في شمال غربي سوريا تعرضت إلى 36 هجوماً أسفرت عن مقتل 12 جندياً، منذ توصل تركيا وروسيا في آذار 2020 إلى اتفاق “موسكو” لوقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، وأظهرت الدراسة وقوف أربع مجموعات “متشددة” مجهولة التبعية خلف الهجمات، إذ تقف “سرية أنصار أبي بكر الصديق” خلف أكثر من نصف الهجمات، فيما تبنّت جزءاً منها كل من “كتائب خطاب الشيشاني”، و”الطليعة الجهادية”، و”كتائب الشهيد مروان حديد”، إضافة إلى عشر هجمات لم يتبناها أحد.
وحول هذا التفصيل أشار تقرير لموقع “المونيتور” الأمريكي إلى أن الأمر في إدلب تحول إلى “حرب داخل حرب” وأضاف الموقع: “الآن علينا أن نفكر في الأمر على أنه حرب داخل حرب: بينما بدأ الصراع الذي دام عقداً من الزمن كمحاولة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لكنه تحول إلى حرب تركيا التي لا نهاية لها مع عدم وجود استراتيجية خروج ظاهرية، باستثناء تلك التي قدمتها روسيا”.
وعن تبعية هذه المجموعات التي تستهدف القوات التركية، أكدت الدراسة التي نشرها مركز الأبحاث التركي أن المجموعات المنفّذة للهجمات مرتبطة بتنظيم “القاعدة”.
لكن عند الحديث عن تعرض القوات التركية لهجمات من مجموعات جهادية موجودة في إدلب، لا بد من الإشارة على أنه وفقاً للاتفاق الروسي-التركي في إدلب، فإن من مهام أنقرة الأساسية هو التخلص من وجود أي تنظيم جهادي في إدلب ومن بينهم تنظيم “هيئة تحرير الشام(جبة النصرة وحلفاءها)” الذين يتلقون دعماً من أنقرة ومحاولات من أنقرة لإضفاء الشرعية عليهم، حيث لفت موقع “المونيتور” الأمريكي إلى أنه “للحفاظ على ما تبقى من المعارضة المسلحة، حاولت تركيا اعتدال هيئة تحرير الشام وتشجيعها على إعادة بناء صورتها، بما في ذلك من خلال قطع العلاقات مع عناصر هامشية أكثر راديكالية، فتركيا افترضت أن قمع هيئة تحرير الشام للجهاديين الآخرين سيفي بالتزاماتها تجاه روسيا بالقضاء على الجماعات الإرهابية، ومع ذلك عززت هيئة تحرير الشام إمارتها الفعلية في إدلب ، وحافظت العشرات من الجماعات المتطرفة مثل أنصار الإسلام وأنصار التوحيد وأنصار الدين وأجناد القوقاز والحركة الإسلامية التركستانية على وجودها في المحافظة.. لكن تحرك هيئة تحرير الشام لحل جماعة جند الشام التي يقودها الشيشان لا يعني التنظيم، تم القضاء عليه “.

التوسع التركي شمالي سوريا:
عند الحديث عن الشمال السوري فنحن نتحدث عن عدة جهات دولية فاعلة في تلك المنطقة، فالأمريكان الداعمين لـ”الوحدات الكردية” الذي تحاربهم أنقرة وتزايد الحضور الروسي هناك، وأمام هذا وذاك يبقى الحلم التركي بتشكيل ما يسمى “المنطقة الآمنة” من خلال احتلال المزيد من أراضي شمال شرق سوريا حاضراً، فشهدت تلك الجبهات الشهر الفائت تصعيداً عسكرياً لافتاً نتج عنه تأكيدات عن احتمال شن عملية عسكرية في ريف الحسكة الشمالي، والخبير الاستراتيجي كمال جفا أكد حينها في حديث لـ”أثر” أن تركيا بانتظار ضوء أخضر أمريكي، إلا أن متغيرات سياسية وميدانية لم يُعلن عنها بشكل مباشر ترافقت مع تهدئة واضحة في تلك الجبهات حالت دون شن هذه العملية، حيث أكد المحلل السياسي التركي كريم هاس في حديث مع صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية: “من المستبعد أن تقوم تركيا بعملية جديدة في المناطق الشمالية الشرقية، لأن الأكراد حتى الآن يشعرون بأنهم تحت حماية الولايات المتحدة وأردوغان، يبحث عن فرصة للحوار مع الإدارة الرئاسية في واشنطن”.

اللاجئون السوريون:
تغيّر الخطاب التركي إزاء اللاجئون كان لافتاً خلال الفترة الماضية، حيث أكد أمس الثلاثاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخلال كلمة ألقاها أمس الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “نحن لم نعد نستطع أن نتحمل موجة هجرة جديدة”.

تصريح أردوغان هذا يتزامن مع جملة الضغوط التي يتعرض لها “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في الداخل التركي بخصوص اللاجئين وضرورة ترحيلهم إلى بلادهم، في ظل عجز الدولة التركية عن اتخاذ إجراء حاسم بحقهم، لرغبته الشديدة بعدم خسارتهم كورقة ضغط قوية ضد الدول الأوروبية.

هذه التحديات ستكون في جعبة أردوغان عند توجهه بعد أيام إلى موسكو لمناقشة الملف السوري وإدلب بالتحديد، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وستكون أيضاً على الأجندة الروسية، ومن المفيد جداً أن يتم استعراض هذه الملفات جميعها، قبيل الاجتماع الروسي-التركي، لنبقى بانتظار مخرجات ونتائج هذا الاجتماع.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً