بعد فك الحصار عن مدينة دير الزور وانسحاب تنظيم “داعش” منها، عادت معالم الحياة لتظهر بشكل تدريجي في المدينة، التي عانت ما عانته من ويلات الحرب، ولكنها في أذهان أبنائها مازالت المدينة التي عاشوا وتربوا في أزقتها ومدارسها.
قبل أن تعود السيارات لتملأ شوارع دير الزور، التي منعت من السير فيها بسبب نقص الموارد النفطية التي قطعها “داعش” بحصاره المدينة، وبعد انسحابه بساعات، لبس عبد اللطيف العوض بزته الرسمية السوداء مع الخوذة البيضاء، وجلب كرسياً، وانتظر على أحد أرصفة الشارع عودة الحياة لمدينته.
وقال شرطي المرور عبد اللطيف العوض لتلفزيون الخبر: “بعد تحرير المدينة بشكل كامل من تنظيم داعش عدت لمزاولة عملي كشرطي مرور في النقاط الرئيسية بشوارع المدينة”.
وأضاف شرطي المرور، ببزته التي غسلها جيداً: “كنت كباقي أبناء مدينتي، في القوات الرديفة المساعدة للجيش السوري في حماية المدينة، منعاً لدخول تنظيم داعش إليها” على حد توصيفه.
وأكمل العوض “عدت بعد انسحاب داعش من المدينة إلى عملي الأساسي كشرطي مرور، لأن المدينة يجب أن تعود للحياة، ويجب أن تعود شوارعها مزدحمة بالسكان وبمختلف أنواع السيارات”، مردفاً: “أعود لعملي لأنه من الضروري تواجد شرطي مرور لتنظيم عملية السير”.
وأوضح شرطي المرور أنه لا يوجد في دير الزور إشارات مرور، وذلك لانقطاع الكهرباء بشكل كامل عنها، مضيفاً: “نعتمد في تنظيم عملية السير على الإشارات بأيدينا للسيارات ريثما تعود الكهرباء للمدينة”.
وبين شرطي المرور أن عدد عناصر شرطة المرور في المدينة 17 شرطياً، موزعين على ست نقاط رئيسية، تبدأ من نقطة البانوراما ونقطة الجندي المجهول ونقطة دوار الكرة الأرضية ونقطة الرقابة والتفتيش”.
أما بالنسبة للمخالفات، قال العوض: “نقوم بتطبيق المخالفات القاسية، ونشدد على موضوع السرعة والتجاوزات في الانعطافات الخطيرة، التي تؤدي في بعض الأحيان لحوادث سير قاتلة، ريثما يتم تنظيم الشوارع وتعود كما كانت سابقاً”.
وعن أهمية ما يقوم به، أشار شرطي المرور عبد اللطيف العوض إلى أنه بوجود نقاط الشرطة وشرطي المرور أصبح المواطن يشعر بالأمان وذلك لعودة الأمن الداخلي في أحياء المدينة.
يذكر أن مدينة دير الزور فقدت خلال سنين الحرب و الحصار الكثير من أبنائها، ممن قضوا جراء المعارك أو هاجروا، أو ممن انضموا إلى التنظيمات المتشددة، ولا سيما “داعش”، إلّا أن المدينة تحتاج في هذه المرحلة إلى عدة أشخاص يتمثلون بـ “عبد اللطيف العوض”، لترميم ما هُدِمَ من حجر وذاكرة، لتعود دير الزور كما كانت، درة في صحراء.
المصدر: تلفزيون الخبر