خاص|| أثر برس بعد جولة واسعة بعدد من الأسواق في دمشق، حسمت ندى أمرها بأن تكون هدية عيد الأم هذا العام لوالدتها مبلغ مالي يقارب 200 ألف ل.س لكونها لم تجد بهذا الثمن هدية مناسبة، على حد تعبيرها.
“أنتم أجمل هدية ووجودكم ونجاحكم كل ما أتمنى بهذه الحياة” كلمات دائماً ترددها الأمهات رداً على ما يقدمه الأبناء من هدايا لها بأي مناسبة فكيف إذا كانت المناسبة عيدها الذي تستحق به أغلى وأجمل الهدايا، ولكن السوريون يقولون “العين بصيرة واليد قصيرة” فثمن أقل هدية بسيطة لا يقل عن 100 ألف ليرة سورية كما يقول عمر الذي ينوي اختيار هدية مناسبة ليقدمها أطفاله لوالدتهم وهدية أخرى لوالدته ومماثلة لوالدة زوجته “حماته”، مضيفاً لـ “أثر”: “الله يكون بالعون وهذا العام تزامن عيد الأم مع عيد المعلم وهذا يحتاج ميزانية أضعاف الراتب”.
تتنوع العروض في المحلات والمولات “أسعار خاصة بمناسبة عيدي الأم والمعلم”، وتتنوع بين الألبسة والأحذية والعطورات وقطع الزجاج من فناجين القهوة والشاي والصحون وغيرها التي ترغب الأمهات عادة باقتنائها بالمنزل، ولكن “الواقع يقول العكس فالأسعار مناسبة لكن ليست لجيوبنا” تقول إسراء وإيمان وفائزة زميلات العمل اللواتي خرجن في جولة استطلاعية على الأسواق وبعد التأكد من الأسعار التي لا تناسب مع ما تحمله حقائبهن قررت إسراء وإيمان أن تكون الهدية هذا العام مبلغ مالي يُرسل على شكل حوالة إلى والدة كل منهما فلا يمكنهما السفر أيضاً لتكاليفه المرتفعة.
وتعتبر فائزة أنها الأوفر حظاً حيث تشاركت مع أخوتها منذ أول الشهر بمبلغ مناسب وستكون هدية أمهم لهذا العام بطارية شحن كهرباء فدائماً كانت أمهم ترغب بشرائها لتوفير الإضاءة للمنزل عند انقطاع الكهرباء، تتابع فائزة لـ “أثر”: “أمي تفضّل أن تكون الهدية يستفيد منها الجميع فأي قطعة أو جهاز للمنزل يكون من ضمن رغباتها عند سؤالها عن حاجتها”.
الطفل كرم البالغ 7 أعوام كباقي أقرانه يخطط لشراء هدية لأمه، ويقول: “اتفقت مع والدي أن أشتري لأمي حقيبة يد جميلة لونها بني لأني سمعتها ترغب بذلك وثمنها يقارب 175 ألف وأبي سيشتري هدية هو أيضاً إلا أن والدي طلب مني أن أختار هدية بسيطة الثمن فراتبه لا يكفي”.
أما، الأخوة قاسم وليان وسارة كما في كل عام يقعون “في حيرة” على حد تعبيرهم، مضيفين: “الأسعار ترتفع وما نجمعه على مدار عام من آذار إلى آذار لا يكفي لشراء قطعة ثياب مناسبة لوالدتنا”.
وعلى إحدى البسطات في منطقة البرامكة وتحديداً عند كلية الحقوق يقف عدد من الصبايا والشباب يسألن عن الأسعار لكونها بسطات شعبية والأسعار فيها أرخص نوعاً ما كما تقول سها، “وهنا يتفنن الباعة في جذب الزبون وتتنوع المعروضات بين الأدوات المنزلية والأحذية والألبسة والأسعار تتراوح بين 50 ألف و350 ألف”.
وفي منطقة الجسر الأبيض بدمشق نجحت رحاب باختيار أكثر من هدية لوالدتها منها بنطال بقيمة 150 ألف وحذاء بـ 125 ألف ليرة ومنشر غسيل بـ 220 ألف ليرة، فيما يخطط نور الدين (طالب كلية الطب) لشراء طقم زجاج “زبادي شوربة” بقيمة 265 ألف ليرة، بينما شقيقه الذي يعمل بإحدى الشركات الخاصة ستكون هديته مبلغ مالي ما يقارب “500 ألف” معتبراً أن ذلك أفضل كي تختار والدته ما يناسبها.
كما هو الحال في كل المناسبات أصبح السوريون يرونها عبء عليهم لا سيما لذوي الدخل المحدود، يبقى لسان حالهم يقول لأمهاتهم: “على قد لحافك مد رجليك وعلى قد مصاريك جيب هديتك”.