خاص|| أثر برس نفذت خلايا تنظيم “داعش” في الآونة الأخيرة استهدافات عدة لتحركات الجيش السوري وقواته الرديفة في البادية السورية، ولمواقع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” وآلياتها.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر “أثر برس” أن عمليات “داعش” ارتفعت وتيرتها منذ نهاية أيلول الفائت، موضحة أنه في 20 تشرين الأول الجاري استهدف التنظيم سيارة لـ”قسد” في قرية زغير بريف دير الزور ما أسفر عن مقتل عنصرين من “قسد”.
وفي التاريخ نفسه استهدف التنظيم رتل صهاريج نفطية في منطقة “الخرافات- الجبسة” بريف الشدادي جنوبي الحسكة ما تسبب بتضرر ثلاثة صهاريج وإصابة أحد السائقين.
وفي 17 تشرين الأول الجاري استهدفت خلايا “داعش” حاجز لـ”قسد” بين بلدة الدحلة والشحيل شرقي دير الزور ما تسبب بمقتل عنصر من “قسد” وإصابة آخر.
وفي منتصف تشرين الأول استهدفت خلايا “داعش” دورية روسية- سورية مشتركة في جبل البشري في بادية دير الزور.
وفي 27 أيلول الفائت استدرج عناصر تنظيم “داعش” دورية لـ”قسد” مؤلفة من 5 عناصر بينهم قيادي في ناحية الهول إلى كمين وقتلتهم.
حملات أمنية وعسكرية في المنطقة:
وفي ظل هذه الاعتداءات، شهدت منطقة الشرق السوري إجراءات أمنية وعسكرية عدة، إذ أعلن مركز المصالحة الروسي مؤخراً تنفيذ غارات جوية عدة طالت تحركات لمجموعات مسلحة في بادية جبل البشري في دير الزور، موضحاً أنه تم رصد خروج المسلحين من منطقة التنف جنوبي شرق سوريا.
بدورها، نفذت “قسد” حملات أمنية عدة اعتقلت إثرها عدد من الأشخاص المتهمين بالانتماء إلى “داعش”، وفي هذا الصدد، أعلن “المركز الإعلامي” التابع لـ”قسد” الأسبوع الفائت أنه تم اعتقال ثلاثة من خلايا “داعش” ومسؤولين عن التسليح في الرقة.
وفي السياق نفسه، أشارت مصادر “أثر برس” إلى أن “قسد” شددت مؤخراً إجراءاتها في الحي القريب من سجن الصناعة، مرجحة أن تقوم بعملية تمشيط خلال الأيام القليلة القادمة لمنع تسلل خلايا “داعش” إلى الحي المذكور، مشيرة إلى أن “قسد” متخوفة من تكرار سيناريو سجن الثانوية الصناعية، عندما هرب سجناء “داعش” منه بعد عملية عصيان قاموا بها داخل السجن.
وفي الهول شرقي الحسكة حيث مخيم الهول الذي جمّعت فيه “قسد” عوائل مسلحي التنظيم تم اتخاذ إجراءات مماثلة، سيما أن “قسد” تلقّت سابقاً تهديدات باقتحام المنطقة من قبل “داعش”.
كما نفذت “قسد” حملة مداهمة وتمشيط لمجموعة من القرى الواقعة بين قرية 47 وتل أحمر بريف الحسكة الجنوبي وصادرت أسلحة من الأهالي واعتقلت أكثر من 52 مدني من القرى، تلاها تنفيذ إجراءات أمنية مشددة على الحواجز وعند مداخل التجمعات الكبيرة في ريف الشدادي جنوب الحسكة، فيما أشارت مصادر أخرى أن هذه الحملة قد يكون الهدف منها البحث عن أشخاص على صلة بالجهات التي تستهدف القواعد التي تتمركز فيها قوات أمريكية في الحسكة ودير الزور.
ترجيحات حول المرحلة المقبلة:
أوضح مصدر ميداني متابع لتحركات التنظيم في حديث لـ”أثر برس” أن “التنظيم يعمل حالياً على استراتيجية إعادة تجميع عناصره وضم في منطقة البادية مستفيداً من المساحات الواسعة مترامية الأطراف” لافتاً إلى أنه قد يقوم بعمليات ضد مواقع الجيش السوري في منطقة البوكمال والميادين شرقي دير الزور.
ورجّح المصدر أن يكثّف التنظيم تحركاته في المنطقة الممتدة على طول الشريط الحدودي بين سوريا والعراق بدءاً من تل صفوك شرقي الشدادي، وصولاً إلى الباغوز بريف دير الزور، مروراً بوادي العجيج.
وفي الوقت نفسه، نوّه المصدر المتابع لهجمات “داعش” في البادية السورية وفي شرق البلاد تحديداً، إلى أن هذه الهجمات لم تطال يوماً القواعد العسكرية التي تتمركز فيها القوات الأمريكية أو المناطق المحيطة بها.
وتؤكد الولايات المتحدة الأمريكية باستمرار أن هدفها من الحفاظ على وجود قواتها شرقي سوريا هو القضاء على خطر تنظيم “داعش”، من دون أن تشهد المنطقة أي استهدافات مباشرة لخلايا التنظيم، سوى اغتيالات أو اعتقالات فردية لعناصر من “داعش” تُعلن عنها “القيادة المركزية الأمريكية- سنتكوم” ومن دون تقديم أي أدلة تؤكد ارتباط الشخص المستهدف بـ”داعش”.
يشار إلى أنه في أيار 2023 أعلن “التحالف الدولي” تنفيذ غارة جوية بوساطة الطائرات الأمريكية شمالي سوريا زاعمة أنها استهدفت شخصية مؤثرة في تنظيم “القاعدة”، وبعد أيام أوضحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الضربة التي نفذتها واشنطن شمالي سوريا، لم تستهدف “شخصية مؤثرة في القاعدة” وإنما استهدفت راعي أغنام لا تربطه أي صلة بأي تنظيم، مشيرة إلى أن “المسؤولين الأمريكيين تراجعوا عن مزاعمهم في أن الضربة الأخيرة في سوريا قتلت شخصية مؤثرة في القاعدة، بعد تأكيدات من عائلة القتيل أنه لا تربطه صلات بالإرهابيين ولكنه كان أباً لعشرة أطفال يرعى أغنامه عندما قُتل بصاروخ أمريكي”.
المنطقة الشرقية