حقق كتاب “تزوجت بدوياً” شهرة عالمية، إذ تروي فيه ممرضة نيوزيلندية كانت تزور مدينة البتراء الأثرية في الأردن عشقها للبادية الأردنية وكيف أحبت أحد أبناء البتراء وتزوجته في كهفه وسط الصخور الوردية.
حيث تعرفت الممرضة النيوزيلندية “مارغريت فان غيلديرملسين” على البدوي محمد عبدالله في مدينة البتراء، عندما زارت المدينة مع صديقتها.
وتقول الكاتبة مارغريت إنها عندما سمعت كلمة بدوي شعرت أنه ينبعث منها الغموض والرومانسية، كان الدليل السياحي قد أخبرهم أن البدو عبارة عن رحالة متنقلة، يسكنون في الخيام والمغارات في البتراء من دون مرافق صحية.
لكن ازدراء الدليل السياحي للبدو زاد من عزيمة وإصرار مارغريت على التعرّف والإقامة معهم، لتقرر بعدها الزواج من محمد، البدوي وبائع السلع التذكارية وتعيش معه في كهفه في مدينة البتراء، وتصبح الممرضة المقيمة للقبيلة.
وتعلّمت مارغريت أو “أم رامي” العيش مثل البدو والطبخ على الحطب وخبز أرغفة الشراك وجرّ المياه من الوديان على الحمير إلى الكهف، ثم تعلّمت العربية وأنجبت 3 أولاد.
تتحدث مارغريت عن قدرتها على ترك الحياة المدنيّة الحديثة وتحمّل العيش في كهف، قائلة: “إن الحياة كانت أسهل لأنها لم تكن تكلّف شيئاً، فكلّ شيء كان متوفراً ومن دون أعباء النفقات، إذ إن السكن مجاني ولا فواتير للمياه والكهرباء والطعام والشراب من (الحلال) أي من الأغنام والماعز التي يربّونها”.
وبعد وفاة زوجها عام 2002، والتي دام زواجهما 24 عاماً، قررت أن تكتب قصتها في كتاب تشرح فيه كيف كانت حياة بدو البتراء قبل أن يتوفر لهم الماء والكهرباء وتمتعهم بالحياة العادية الطبيعية.
وتقول مارغريت: “إن زواجي ببدوي وأبنائي كانوا حافزاً كبيراً دفعني إلى تأليف كتابي.. كنت محظوظة عندما بدأت بنشر كتابي في لندن عام 2006، وطبعته 21 مرة، وقد طبعته إلى الآن بـ 14 لغة، ويومياً يأتي السياح إلى هنا كي يحصلوا على نسخة من الكتاب موقعة مني”.