أثر برس

تسجيل إصابات بـ “متلازمة الهرس” عقب الزلزال الذي ضرب سوريا.. ما هي وما أعراضها؟

by Athr Press B

خاص|| أثر برس أصيب عدد من الأشخاص الذين قضوا ساعات طويلة تحت الأنقاض بعد تهدم أبنيهتم نتيجة الزلزال، بـ “متلازمة الهرس” التي تحدث جراء الضغط الحاصل على الأعضاء بسبب الركام والأحجار الثقيلة، التي سقطت على أجسامهم.

وأوضح مدير صحة حلب د. زياد طه، لـ “أثر” أن هناك حالات عدة (بمتلازمة الهرس) دخلت إلى مشافي حلب ومشفى الجامعة إلا أنهم لم يجروا إحصائية؛ مضيفاً: “ما الغاية من إصدار إحصائية.. حدوث الزلزال سوف يخلف عدداً كبيراً من المصابين بمتلازمة الهرس وهذه حقيقة علمية”.

بدوره، المتخصص في الجراحة العظمية د. قيس محمود بيّن لـ “أثر” أنه تم تسجيل عدد من الإصابات بمتلازمة الهرس في اللاذقية نتيجة الزلزال الكارثي الذي تعرضت له المحافظة.

وقال: “إن أعراض هذه المتلازمة عادة تظهر بعد قضاء الشخص ما يزيد على 6 ساعات تحت الأنقاض، أو قد يكون في مكان تكون فيه أعضاؤه معرضة لضغط قوي، ما يسبب انقطاع وصول الدم للمنطقة المضغوطة، واحتمالية تعطل وظيفتها، وهذه المتلازمة هي ضغط قوي على الذراعين أو الساقين، وهي الأماكن الأكثر شيوعاً للإصابة، أو أجزاء أخرى من الجسم، ما يؤدي إلى تورم العضلات واضطرابات عصبية في المناطق المصابة، بعد انقطاع وصول الدم إليها”، مشيراً إلى أن الضغط الحاصل على العضلات يتسبب بصدمة كبيرة في أعضاء الجسم، تؤدي إلى الفشل الكلوي، وخلل في بقية الأعضاء الداخلية في الجسم، بسبب تخثر الدم في الأوعية، ليكون الحل في بعض الحالات الصعبة، والتي يستعصي فيها العلاج، هو بتر الجزء الذي كان مضغوطاً تحت الركام، لتفادي فقدان المريض.

وأوضح د. محمود، لـ “أثر” أنه ليس فقط في حالات الزلازل تحدث فيها متلازمة الهرس إذ يمكن أن تكون حوادث السير من بين الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بها، بسبب احتمالية وجود الشخص في مكان ضيق لمدة طويلة، قبل التمكن من إنقاذه.

وفيما يتعلق بالأعراض، ذكر د.محمود أن هناك عدداً من الأعراض التي تبرز إصابة الشخص الناجي من الزلزال أو حادث سير، بمتلازمة الهرس، والتي تتمثل في: “الشعور بالألم، والشحوب، والشعور بالغثيان، والتنميل في المنطقة التي تعرضت للضغط، والشعور بوخزات شبيهة بوخز الدبابيس، والشلل، وعدم وجود نبض في المنطقة المضغوطة، ونزيف تحت الملتحمة، وانتفاخ الوجه، وكسور في الأضلع، وظهور كدمات رئوية، وتمزق الكبد أو الطحال”.

وبيّن د. محمود أنه في حال ظهور هذه الأعراض على الشخص المصاب، يجب إسعافه سريعاً، لأن التأخر في عملية الإسعاف من الممكن أن يؤدي إلى حالة الوفاة، بسبب تلف الكلى بينما يجب مراقبة العمليات الحيوية، وتشبع الأوكسجين، لذا فقبل وصول المريض إلى المستشفى، وفي حال نقص الأوكسجين، يجب تعويضه على الفور.

ولفت إلى أن هناك مجموعة من فحوصات الدم التي يتم إجراؤها لتحديد ما إذا كان الناجي مصاباً بمتلازمة الهرس، وهي مستويات البوتاسيوم في الدم، والكرياتينين، والكالسيوم، فوسفات الدم، كما يتم إجراء فحوصات أخرى لمعرفة مستوى الكرياتين، بحيث يكون 5-10 مرات أعلى من المعدل الطبيعي، وكذلك مستوى حمض اليوريك في الدم، وفحوصات تخثر الدم، وغازات الدم، ثم مستوى إنزيمات الكبد، كما يمكن أن يجري الطبيب فحوصات أخرى لتشخيص متلازمة الهرس تشخيصاً أكثر دقة، وتشمل مخطط كهربية القلب، والأشعة السينية، ثم مستوى ميوغلوبين البول.

وأشار المتخصص في الجراحة العظمية د. قيس محمود إلى أنه بعد أن شهدت سوريا الزلزال المدمر، والذي حصد عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين، مع وجود عدد كبير من المفقودين، فإن الناجين منه بعد مرور وقت طويل من الممكن أن تلاحقهم هذه المتلازمة ومضاعفاتها.

ويرافق متلازمة الهرس، وفق د. محمود اختلال في وظائف الأعضاء والاضطراب العصبي للأطراف، كما يؤدي سحق وتمزق خلايا العضلات إلى إطلاق الميوغلوبين وتحولاته في الدورة الدموية، بالإضافة إلى البوتاسيوم والمغنيسيوم والفوسفات والأحماض والأنزيمات الضرورية لوظائف الخلية، والتي تكون سامة عند إطلاقها في الدورة الدموية بكميات كبيرة، مبيناً أن الأعراض تعتمد درجة الضغط وقوته في السحق أو الهرس ومدته، بالإضافة إلى مكان الإصابة ووجود إصابات أخرى مرافقة، سواء في الرأس أم في الصدر والبطن، كما يؤخذ بعين الاعتبار صحة المصاب قبل حدوث السحق، من حيث معاناته من أمراض مزمنة وعمره وقدرته على التحمل.

وفيما يتعلق بعلاج المتلازمة، قال د.محمود لـ “أثر”: “يبدأ في مكان الحادث مباشرة، بوساطة فرق الإنقاذ والإسعاف، حيث يجرون الإسعافات الأولية المناسبة للمصاب، ويعطون المحاليل الوريدية والمسكنات والمضادات الحيوية له بالسرعة الممكنة، ويثبّتون الأطراف المصابة ويدفئون الجسم، ويقدمون الدعم النفسي والتشجيع، حتى نقله إلى المستشفى، ثم تبدأ مرحلة معقدة وطويلة من العلاج في المستشفى”، لافتاً إلى أنها تحتاج إلى اختصاصات عدة وإمكانيات من غرف العناية الحثيثة، وغرف غسيل الكلى وغرف العمليات الجراحية، لحين استقرار الحالة، والتي تكون مفتوحة في جميع الاحتمالات، أولها التعافي مروراً في الإعاقة وبتر الأطراف، وقد تنتهي إذا وصلت إلى مرحلة الفشل الكلوي الحاد بالوفاة.

من جانبه، الدكتور محمد صاري كوزال اختصاصي طب الطوارئ، أوضح لـ “أثر” أن المتلازمة هي حالة مرضية تحدث بسبب تحطم الخلايا العضلية الهيكلية خاصة عضلات الطرفين السفليين نتيجة قوة خارجية ضاغطة بعد /4 إلى 6/ ساعات وأحياناً تحدث بعد ساعة واحدة من الإصابة الرضية مما يؤدي إلى موتها وبعد حدوث ذلك تخرج المكونات السامة للألياف العضلية إلى الدوران بكميات كبيرة مثل “البوتاسيوم، والفوسفور، والميوغلبين والكرياتينين كيناز” وتتخلص الكلية منها وفي حال فشلها يؤدي ذلك إلى قصور الكلية الحاد.

وأكد أن هذه الحالة يمكن أن تكون من الحالات المهددة للحياة وتحدث حدوثاً رئيسياً في الكوارث مثل الزلازل والحوادث وأكثرها شيوعاً في حوادث السيارات والإصابات الحربية والحرق الشديد وبالخاصة عندما يغطي مساحة واسعة من الجسم، وتزيد شدة الإصابة في حال وجود تجفاف شديد أو درجات حرارة عالية أو البقاء لمدة طويلة من عدم الحركة مثل المصابين تحت الأنقاض مع عدم القدرة على الوصول إليهم.

وأشار الدكتور كوزال إلى أن الأعراض والعلامات تظهر بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض للرض وتظهر بشكل تورم وضعف عضلي مع ألم عضلي شديد وقرحات وبول غامق اللون بني مائل للأسود ويُمكن أن نلاحظ علامات للتجفاف مع غثيان وإقياء ونقص بالتبول وغياب أو ضعف النبض في الأطراف المصابة، وأحياناً تكون الأذية الضاغطة على منطقة الجذع (الصدر أو البطن) بحيث يصاب المريض بأعراض مثل تورم الوجه ونزف تحت الملتحمة وتجمع الدم في منطقة الصدر مع ظهور كدمات رئوية وكسور الأضلاع وتمزق الكبد أو الطحال.

دينا عبد

اقرأ أيضاً