خاص || أثر برس تسببت أزمة نهر الفرات المستمرة منذ شهر شباط الماضي بسبب قيام الجانب التركي بحجز مياه النهر بإغلاق بوابات السدود في أراضيها ونقص مستوى التدفق إلى أقل من ٢٠٠ م مكعب في الثانية، علماً أن الاتفاق الموقع بين دمشق وأنقرة في العام ١٩٨٧ ينص على إبقاء مستوى التدفق عند ٥٠٠ مترا مكعباً في أقل تقدير، تسببت بمشاكل أخرى إحداها تلوث مياه النهر وعدم صلاحية مياه الشرب للقاطنين.
تلوث نفطي:
تكشف مصادر أهلية في مناطق من ريف دير الزور عن ظهور بقع نفطية في مناطق مثل “ذيبان – الشحيل“، نتيجة لتسرب النفط الخام ومخلفات عملية التكرير البدائي نحو نهر الفرات بسبب قيام أصحاب “الحراقات”، القريبة من النهر برمي مخلفات صناعتهم فيه، الأمر الذي أدى لنفوق الأسماك في المناطق الملوثة وتسجيل حالات تسمم بين السكان نتيجة لاستخدام المياه غير الآمنة للشرب.
تزعم “قسد”، عبر بياناتها أن التسربات ناتجة عما تسميه بـ “تهريب النفط”، نحو مناطق سيطرة الحكومة السورية وبأنها تقوم بمكافحة هذه العملية من خلال مداهمة ما يسمى بـ “المعابر النهرية”، لكن مصادر “أثر برس”، تنفي من هذه البيانات موضحة أن من يسيطر على تجارة النفط في مناطق شرق الفرات هي “قسد”، نفسها، وأن أصحاب “الحراقات” العاملة في المنطقة هم قادتها، وبالتالي فإن مزاعم التهريب هي مجرد تبرير غير صحيح للتغطية على تعمد تلويث مياه نهر الفرات في مناطق ريف دير الزور الشرقي.
حملات أهلية:
رغم المعونات الضخمة والدعم المالي المستمر من المانحين لـ” قسد”، بحجة دعم الخدمات المقدمة لسكان “شرق الفرات، إلا أن ما يسمى بـ”بلدية الشعب” التابعة لـ” قسد” في مدينة البصيرة، تجاهلت طلب السكان بتقديم دعم لعملية لسكان قرية” الدحلة”، في عملية شق قناة تساعد على وصول المياه لمحطة الضخ المتوقفة منذ ثلاثة أسابيع بسبب انخفاض منسوب النهر، والحجة عدم توافر الآليات الهندسية، ما دفع السكان لجمع المبلغ المطلوب لتأمين الآليات المملوكة لمدنيين لتتم العملية بزيادة عمق القناة ومد أنابيب إضافية تمكن من استجرار المياه.
الأمر نفسه في قرية “البو بدران”، إلا أن سكانها اعتمدوا العمل اليدوي نتيجة للأوضاع المعاشية الصعبة بعد موسم تلف المساحات الزراعية نتيجة لقلة الأمطار المسجلة خلال الأعوام الماضية.
وتقول مصادر أهلية لـ “أثر برس”، إن عدداً كبيراً من المدنيين أصيبوا بحالات تسمم وإسهال نتيجة لعدم قيام محطات ضخ مياه الشرب التي تسيطر عليها “قسد”، بالتعقيم اللازم قبل ضخها نحو القرى، علماً أن عملية التعقيم مدعومة من قبل عدد من المنظمات.
محمود عبد اللطيف – دير الزور