كشف مسؤولون استخباراتيون أمريكيون وثائق سرّية مسرَّبة أنّه ستبدأ في المرحلة المقبلة موجة من الهجمات العنيفة ضد القوات الأمريكية في سوريا، في وقتٍ تعمل فيه إيران مع روسيا على استراتيجية واسعة لطرد الأمريكيين من المنطقة.
ووفق تقييم استخباري، ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقريرٍ لها، فقد “عقد مسؤولون عسكريون واستخباريون رفيعو المستوى، من روسيا وإيران وسوريا، لقاءً في تشرين الثاني 2022، اتفقوا فيه على إنشاء مركز تنسيق لتوجيه حملة الهجمات على الأمريكيين”، مشيرةً إلى أن “الوثائق لم تُشِر إلى تورط روسي مباشر في التخطيط لتلك الهجمات، لكنها أشارت إلى دور أكثر نشاطاً من جانب موسكو في مناهضة الولايات المتحدة”.
وتتعرض القوات الأمريكية في سوريا لاستهدافات متكررة، وسط انتقادات واسعة في الداخل الأمريكي لإدارة الرئيس بايدن، سواء من قبل المحللين الأمريكيين أو أعضاء في “الكونغرس”، الذين يؤكدون باستمرار أنه لا يوجد هدف واستراتيجية واضحين لوجود قوات بلادهم في سوريا.
وكشفت وكالة “الأناضول” مؤخراً عن وصول منظومة صواريخ “هيمارس ”الأمريكية، إلى القواعد الأمريكية في دير الزور والحسكة، وذلك لمواجهة الهجمات المحتملة على تلك القواعد وسط تزايد وتيرتها مؤخراً.
من جهتها، رأت صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية في تحليلٍ نشرته، تعليقاً على لقاء جمع شيوخ قبيلة “شمّر” العربية في سوريا مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية فيصل المقداد في جدة على هامش القمة العربية الأخيرة، قائلةً: “هذه القبائل العربية ترتبط بعلاقاتٍ وثيقة مع المملكة العربية السعودية، وربّما يُؤدي الاتفاقان السعودي- السوري، والسعودي- الإيراني، إلى فكّ ارتباط بعضها مع “قوات سوريا الديمقراطيّة” ، والانخِراط في عمليّات مُقاومة ضد القوّات الأمريكيّة لطردها من المِنطقة”.
في المقابل، سبق وأن حذّر جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، من هجمات تعد لها واشنطن في أماكن عامة مزدحمة، ومؤسسات حكومية في سوريا، لافتاً إلى أن “الأمريكيين يجددون بانتظام صفوف الإرهابيين، ويُخلون سبيلهم من السجون في الجزء الشمالي الشرقي المحتل من سوريا”، مضيفة إنه “يتم جلب الأسلحة الصغيرة والذخيرة وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات بوساطة الشاحنات إلى معسكرات التدريب”.
وفي هذا السياق، اتهم مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أول من أمس، الولايات المتحدة الأمريكية بتأسيسها جيشاً في سوريا يضم عناصر من تنظيم “داعش”.
وقال نيبينزيا في جلسة لمجلس الأمن، إنّ “الولايات المتحدة تعمل على تجهيز “جيش سوري حر” في محيط الرقة لمهاجمة الجيش السوري”، مضيفاً: “نود أن نشير مرة أخرى إلى النهج التدميري للولايات المتحدة، والذي على ما يبدو لم يعد كافياً لضخ الأسلحة في التشكيلات المسلحة غير الشرعية التي أنشأتها في التنف”.
يشار إلى أن القواعد الأمريكية في سوريا تعرضت لأكثر من 10 استهدافات خلال 2023، وسبق أن أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية مارك كوريلا، أن القواعد الأمريكية في سوريا تعرضت لـ 78 هجوماً بطائرات مسيّرة وصواريخ وقذائف هاون منذ كانون الثاني 2021.
أثر برس