تكثّف روسيا في الآونة الأخيرة تحذيراتها من نشاطات عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، حيث اتهم أمس الأربعاء مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، واشنطن بالعمل لإنشاء “جيش سوريا الحرة” في محافظة الرقة، وفي الوقت ذاته أكد نائب رئيس مركز المصالحة الروسي أن طياري القوات الجوية الأمريكية ينتهكون بروتوكولات عدم الصدام في سوريا.
وقال نيبيزيا، في اجتماع لمجلس الأمن أمس الأربعاء: “نود الإشارة من جديد إلى نهج الولايات المتحدة الهدام الذي لم يعد كافياً لها، على ما يبدو، توريد الأسلحة للتشكيلات المسلحة غير الشرعية التي أنشأتها في منطقة شرقي سوريا والتنف”.
وأكد نيبيزيا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل لإنشاء “جيش سوريا الحرة” في محافظة الرقة بمشاركة عناصر من تنظيم “داعش” وممثلين عن القبائل العربية المحلية “لاستخدامهم في مواجهة السلطات السورية”.
وكان وزير الخارجية الروسي قد حذّر من إنشاء هذا الفصيل في الرقة في اجتماع وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا في 10 أيار الفائت، حيث قال: “حسب معلوماتنا، فقد بدأ الأمريكيون في تشكيل ما يسمى بجيش سوريا الحرة في محيط الرقة السورية بمشاركة ممثلين عن العشائر العربية المحلية ومسلحي داعش ومنظمات إرهابية أخرى، وذلك بهدف واضح هو استخدام هؤلاء المسلحين في مواجهة السلطات الشرعية في سوريا لزعزعة الاستقرار في البلاد”، مضيفاً أن هذه القضية بحثها وزراء دفاع الدول الأربع مؤخراً.
وفي الوقت ذاته، قال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة، الأدميرال أوليغ غورينوف، في مؤتمر صحافي أجراه أمس الأربعاء: “إن طياري القوات الجوية الأمريكية ينتهكون بروتوكولات عدم الصدام في سوريا”، مضيفاً أنه “تتواصل الانتهاكات الجسيمة لبروتوكولات عدم الصدام والمذكرة الثنائية المتعلقة بالسلامة الجوية في سوريا من ما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ويواصل طيارو القوات الجوية الأمريكية تفعيل أنظمة الأسلحة عند الاقتراب من طائرات القوات الجوية الروسية التي تجري طلعات مجدولة في شرقي سوريا”، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
كما سبق وأن حذّر جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، من هجمات تعد لها الولايات المتحدة الأمريكية في أماكن عامة مزدحمة، ومؤسسات حكومية في سوريا، لافتاً إلى أن “الأمريكيين يجددون بانتظام صفوف الإرهابيين، ويطلقون سراحهم من السجون في الجزء الشمالي الشرقي المحتل من سوريا”، مضيفة أنه “يتم جلب الأسلحة الصغيرة والذخيرة وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات بوساطة الشاحنات إلى معسكرات التدريب”.
وكشفت وكالة “الأناضول” مؤخراً عن وصول منظومة صواريخ “هيمارس” الأمريكية، إلى القواعد الأمريكية في دير الزور والحسكة، وذلك لمواجهة الهجمات المحتملة على تلك القواعد وسط تزايد وتيرتها مؤخراً.
يشار إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا تعرّض في الأشهر الأخيرة لعدد من الانتقادات، من روسيا والصين وتركيا وإيران، حيث باتت تشدد هذه الدول على ضرورة الانسحاب الأمريكي من سوريا، وكذلك الداخل الأمريكي يشهد احتجاجات مستمرة بخصوص هذا الوجود الذي وصفته عدد من التقارير التحليلية الأمريكية أنه يفتقد إلى استراتيجية وهدف واضحين.