أثر برس

تصريحات إيرانية جديدة بعد الاعتداءات على سوريا.. هل تنذر بمرحلة جديدة؟

by Athr Press Z

بعد كل اعتداء إسرائيلي على سوريا يصرح مسؤولو الكيان الاسرائيلي أنهم يستهدفون مواقع لحلفاء الدولة السورية، وبالتأكيد لن تكون روسيا هي المقصودة، وإنما المقصود هم حزب الله والمستشارين الإيرانيين الموجودين في سوريا، وما يؤكد ذلك هو استمرار التصريحات الإسرائيلية التي تؤكد أن هاتين القوتين تشكل خطراً على وجودهم في المنطقة.

وسائل الإعلام العبرية تنشر بعد كل عدوان تقارير منقولة عن مسؤولين عسكريين “إسرائيليين”، يؤكدون خلالها على عدم جاهزية “جيشهم” لخوض المعارك في الفترة الحالية ويشددون على الخطر الذي تسببه لهم إيران و حزب الله في المنطقة، وأن “مشروعهم” هو القضاء على هذه القوى، طبعاً بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج.

تعد هذه التقارير بمثابة حرب نفسية شنها المسؤولين “الإسرائيليين” كان أول المتأثرين بها هم مستوطنيهم، من حيث لايدرون يخدمون بها إيران وحزب الله، وآثار هذه الحرب تظهر بوضوح على المستوطنين “الإسرائيليين”.

يبدو أن المسؤولين الإيرانيين هذه المرة قرروا دعم هذه الحرب التي مهد لها “الإسرائيليون” بالكشف عن حقائق واقعية، وأبرزها ما أعلنه أمس الثلاثاء، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، حيث قال: “إن الصواريخ الدقيقة باتت بأيدي المقاومة في لبنان وفلسطين”، تصريح شمخاني هذا جاء بعدما شرح أمين عام حزب الله حسن نصر الله، ماذا يعني أن يملك الحزب صواريخ دقيقة، خلال المقابلة التي أجراها على قناة “الميادين”، ووجه خلالها رسالة للمستوطنين الإسرائيليين بصيغة النكتة، إذ أكد فيها أنه من مصلحة المستوطنين أن يملك حزب الله صواريخ دقيقة، لأن احتمال الخطأ فيها ضئيل جداً، بينما بالصواريخ غير الدقيقة فاحتمال الخطأ بها يكون على الأقل 500م، ما يجعل المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة بخطر.

أما نائب القائد العام للحرس الثوري العميد حسين سلامي، فوجه رسالة للكيان الإسرائيلي أكد فيها أن كلام المسؤولين فيه صحيح تماماً، وأن إيران فعلاً تشكل خطراً على وجودهم، وأن هذا الخطر يزداد في حال استمرارهم بالاعتداء على سوريا، حيث قال: “إنّ الحماقات التي ترتكبها إسرائيل إذا استمرّت، تجعلها أقرب إلى زوالها وحتى إنها لن تجد مكاناً لدفن قتلاها، أما الأميركيون رغم قوّتهم فهم يحصدون الهزائم”، مشيراً إلى أن استراتيجية بلاده تهدف إلى إزالة “إسرائيل” من الخارطة السياسية العالمية.

“إسرائيل” تعلم تماماً أن إيران لن تسمح لها بالتمدد أو الاستمرار باعتداءاتها، لذلك كانت دوماً تسعى بالحفاظ على علاقاتها مع روسيا بخصوص الملف السوري، لكن “المسؤولين الإسرائيليين” تيقنوا أنه حتى روسيا لم تعد قادرة على حماية المصالح “الإسرائيلية” في المنطقة، وذلك وفقاً لما قاله اللواء احتياط في جيش العدو الإسرائيلي”عاموس يادلين: “للأسف، روسيا لديها مصلحة من إنشاء علاقة جيدة مع إيران في سوريا، وهذه المصلحة قوية جداً وواضحة”.

المستوطنون الإسرائيليون ليسوا أغبياء أبداً، ولا يقتنعون بأي تصريحات غير واقعية، كما أن ثقتهم بما يقوله أعداءهم باتت أقوى مما يصرح به مسؤوليهم، وهذا ما أكدته العديد من الوقائع سابقاً، ويعون تماماً أن مسؤوليهم يقدمون مصالحهم الشخصية عن مصالح كيانهم المزعوم، بشكل عام، وهذا ما يجعل وقع تصريحات الطرف الآخر كبير جداً ومؤثراً فيهم.

 

اقرأ أيضاً