بعد التطورات السياسية الأخيرة التي شهدها الملف السوري والتي تمثلت بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، تحضر سوريا في مختلف المؤتمرات والمحادثات السياسية التي تجريها عدد من الدول العربية سيما الخليجية منها، وسط محافظة هذه الدول على مواقفها من الدولة السورية ومسارات التقرّب من دمشق.
ففي جلسة رفيعة المستوى أجراها مجلس الأمن أمس بخصوص التعاون بين الأخير والجامعة العربية، أكد أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، “ضرورة البناء على عودة سوريا للجامعة بدور عربي أكثر تأثيراً في التسوية السياسية لأنها سبيل استقرارها وصيانة سيادتها على كامل ترابها”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الدستور” الأردنية.
بدوره، شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحافي أجراه أمس الخميس مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، في الرياض أن “حل الأزمة في سوريا يتطلب الحوار مع دمشق”، مؤكداً أن “الحوار معها يساهم في حل المشاكل الإنسانية هناك”.
بينما أكد بلينكن، في المؤتمر موقف بلاده الرافض للتقارب مع سوريا، حيث قال: “لا نظن أن اندماج سوريا مجدداً في الجامعة العربية كان قراراً صحيحاً”.
وأما قطر، فقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي أجراه مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا من العاصمة الدوحة، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني: “قطر تؤكد دعمها للجهود كلها التي تساعد في الوصول إلى حل دائم وشامل للأزمة السورية، وندعو إلى حل دائم للأزمة في سوريا يرتكز على قرارات مجلس الأمن الدولي”، وفقاً لما نقلته قناة “الجزيرة”.
وتتزامن التصريحات العربية والأمريكية المرتبطة بعودة سوريا إلى محيطها العربي، مع دعوة وجهها وزير الخارجية السعودي لنظيره السوري فيصل المقداد، للمشاركة في أعمال الاجتماع الثاني لوزراء خارجية جامعة الدول العربية مع نظرائهم في جزر بحر الباسيفيك الصغيرة، والذي سيُقام في الرياض، حيث سيتوجه المقداد غداً السبت إلى الرياض لحضور الاجتماع المفترض إجراؤه يومي 11 و12 من حزيران الجاري.
ماذا عن المعارضة السورية؟
أجرت “هيئة التفاوض المعارضة” السورية قبل ثلاثة أيام اجتماعاً في جنيف بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، بعنوان “التحضير للمرحلة المقبلة”، وأكدت “الهيئة” في البيان الختامي للاجتماع ضرورة الحوار مع الدولة السورية.
وبالتوازي مع هذا الاجتماع زار المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، موسكو والتقى مع رئيس “منصة موسكو” المعارضة قدري جميل، وبحسب بيان صدر عن الأخير، بحث اللقاء نتائج اجتماع جنيف، وفي اجتماعهما، أكّد جميل، أن “المستجدات تفتح الباب لتنفيذ كامل للقرار 2254، وبالتفاوض المباشر بين وفد مؤهّل وشامل من المعارضة مع الدولة السورية، للاتفاق بالحوار السوري ـــ السوري على آليات تطبيق القرار الدولي، وفي هذا الصدد، رجّحت مصادر مطلعة أن يتمكّن بيدرسن، من الوصول إلى اتفاق يعيد عمل “هيئة التفاوض” بعدما ناقش المجتمعون في جنيف باستفاضة ملفات خلافية في ما بينهم تتعلق باستبعاد بعض الشخصيات، بالإضافة إلى تفاصيل متصلة بعمل “الهيئة” في الآونة السابقة، وفقاً لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
يشار إلى أنه بعد زلزال 6 شباط الفائت الذي ضرب مناطق شمالي سوريا وجنوبي تركيا، شهدت سوريا حراكاً دبلوماسياً عربياً لافتاً، تمثّل بزيارات أجراها مسؤولون عرب أول مرة منذ 12 عاماً إلى سوريا، وغيرها من الإجراءات العربية التي تطورت إلى عقد اجتماعات عربية رفيعة المستوى نتج عنها عودة سوريا إلى الجامعة العربية، إلى جانب استمرار العمل في مسار التقارب السوري- التركي.