تتضارب المعلومات حول المفاوضات التي تُجرى لوقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان، إذ يشير مسؤولون “إسرائيليون” إلى أن وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وغزة من شأنه أن يُنجز خلال أسبوعين، بينما تشير تقارير أخرى إلى أنه من المستبعد أن تحقق مفاوضات وقف إطلاق النار تقدماً قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستُجرى بعد يومين.
وفي هذا الصدد نقلت قناة “12” العبرية عن مسؤول “إسرائيلي” إشارته إلى أنه من المحتمل أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع مع “حزب الله” في لبنان خلال 10 أيام إلى 14 يوماً.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الأحد اتصالاً بنظيره المصري بدر عبد العاطي، لمناقشة تفاصيل التصورات المقترحة بشأن التهدئة في غزة ولبنان خلال الأيام المقبلة، إضافة إلى مسألة عرقلة المساعدات، بعدما أرسلت مصر تقريراً موثّقاً إلى واشنطن تتحدث فيه عن تعمّد إتلاف جزء من المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
وأفاد بيان الخارجية المصرية بأن بلينكن وعبد العاطي ناقشا قضايا مرتبطة في لبنان ومسارات التهدئة المحتملة، إذ أكد عبد العاطي “ضرورة تضافر الجهود الدولية لتحقيق وقف فورى لإطلاق النار في لبنان، وإقرار التهدئة وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بشكل كامل، وتقديم أشكال الدعم الإنساني كافة في ظل الأزمة الإنسانية الحادة التي يمر بها لبنان”، مشدداً على ضرورة احترام السيادة اللبنانية.
بينما بدت الفصائل الفلسطينية أقل تفاؤلاً، إذ نقلت قناة “الميادين” عن قيادي فلسطيني قوله أمس الأحد: “المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة تدور في دائرة مفرغة وتراوح مكانها والمقترح الجزئي لم يعد قائماً”.
وجاء تصريح القيادي الفلسطيني، بالتزامن مع ما نقلته صحيفة “العربي الجديد” عن مصادرها التي أفادت بأن وفداً قيادياً من حركة حماس سيجتمع مع مسؤولين من جهاز المخابرات العامة المصرية، الأحد، في القاهرة لمناقشة الطروحات المقترحة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
المفاوضات والانتخابات الرئاسية الأمريكية:
تؤكد التقديرات أن مفاوضات وقف إطلاق النار ترتبط بملفات أخرى في المنطقة أبرزها الانتخابات الرئاسية الأمريكية والفترة الانتقالية بين جو بايدن وخلفه، ووفق تقديرات نقلتها قناة “الجزيرة” عن محللين وخبراء فإن “نتنياهو يتعمد التناغم مع مبادرة واشنطن بشأن المفاوضات لإمكانية وقف الحرب، من أجل كسب الوقت وتجنُّب أي ضغوطات من البيت الأبيض، واستمرار المراوغة، وترحيل حسم موقفه بشأن وقف إطلاق النار إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستُجرى في الخامس من تشرين الثاني الحالي”.
وفي هذا الصدد، أوضح الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن “المفاوضات من وجهة نظر نتنياهو صورية، وقد وافق عليها من أجل إرضاء الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يبدي رغبة بمثل هذه المباحثات قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية”.
وأضاف “شلحت” أن “نتنياهو الذي يراهن على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يواصل المراوغة وكسب الوقت لفرض معادلات جديدة مع لبنان، كما أنه سيستغل الفترة الانتقالية بعد الانتخابات الأمريكية حتى لو بقي الحزب الديمقراطي في السلطة للاستمرار في الحرب، إذ يشعر أنه لا يوجد ضغط حقيقي يُمارَس عليه من أمريكا لوقف إطلاق النار”.
وفي الوقت نفسه، أشار شلحت، إلى أنه من المتوقع أن يوقف “نتنياهو” العملية البرية إرضاءً للإدارة الأمريكية، لكن هذا لا يعني إنهاء الحرب.
من جهته، قال المتحدث باسم كتلة “السلام الآن” آدم كلير: “إن نتنياهو يعتبر الحرب في لبنان مسألة شخصية، ووقفها يعني ملاحقته قانونياً بقضايا جنائية، مشيراً إلى أن نتنياهو الذي من المتوقع أن تتجدد محاكمته بقضايا فساد وخيانة الأمانة في الفترة المقبلة، سيواصل المراوغة بالمفاوضات والمناورة باستمرار القتال لإبعاد الأنظار عن محاكمته”، وفق ما نقلته “الجزيرة”.
المفاوضات والرد الإيراني:
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء أمس الأحد أن اتفاق وقف إطلاق النار من شأنه أن يؤثر في شدة الرد الإيراني، وفق ما نقلته قناة “الميادين”.
من جانبها نقلت تقارير لقناتي “12 و13″ و”هيئة البث الإسرائيلية” عن مصدر مطلع على المفاوضات، أن أي هجوم قد تشنه إيران على الأراضي المحتلة “لن يؤثر” في المحادثات الجارية للوصول إلى تسوية بشأن الملف اللبناني.
يشار إلى أن الحديث عن المفاوضات لوقف إطلاق النار، لم ترافقه أي تهدئة في الميدان، إذ يستمر الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات على قطاع غزة والأراضي اللبنانية، ومن جانبها تستمر حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق بتنفيذ استهدافات تطال الأراضي المحتلة في الجولان السوري وفلسطين.