أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار اليوم، أن المحادثات الثلاثية بين وزارات دفاع تركيا وروسيا وسوريا ستستمر، مشيراً إلى إمكانية تطوير الدوريات التركيّة- الروسيّة المشتركة في الشمال السوري، فيما أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن تركيا لم تخذل المعارضة السوريّة إطلاقاً.
وفي تصريحات صحفية تعقيباً على المباحثات التي عُقدت في موسكو الشهر الماضي، قال آكار: إنّ “موقفنا في اجتماع موسكو هو الدفاع عن بلدنا وشعبنا، لقد عبرنا عن تصميمنا لمحاورينا.. لا مجال على الإطلاق بالنسبة لنا أن نفعل شيئاً ضد إخواننا السوريين، سواء في تركيا أو في سوريا”.
وأضاف أنه “على السوريين عدم الاعتماد على الأخبار غير الواقعية وتبنّي مواقف أخرى، ومفاوضاتنا ستستمر ونأمل بأن تستمر العملية بطريقة معقولة ومنطقية”، بحسب ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسيّة.
وأشار وزير الدفاع التركي إلى “إمكانية تطوير وتوسيع الدوريات التركية- الروسية المشتركة في الشمال السوري، بناءً على محادثات أنقرة المباشرة مع الجانب السوري”، دون ذكر تفاصيل.
وتأتي تطمينات المسؤولين الأتراك في وقتٍ تسوده حالة من القلق في أوساط المعارضة السوريّة على مصيرها بعد تقارب أنقرة المعلن مع دمشق، حيث التقى وزير الخارجية التركية مولود شاويش أوغلو أمس الثلاثاء، “رئيس الائتلاف” سالم المسلط، و”رئيس هيئة التفاوض” بدر جاموس، و”رئيس الحكومة المؤقتة” عبد الرحمن مصطفى، مجدداً الدعم التركي لهم.
وقبيل الاجتماع، قال أوغلو في مؤتمر صحفي أثناء عودته من البرازيل: “لن تكون لدينا عملية تطبيع مع سوريا وسط اعتراضات من المعارضة السورية.. تركيا هي أيضاً دولة ضامنة للمعارضة”، مضيفاً أن “المسؤولين في وزارته وفي جهاز الاستخبارات تحدثوا مع ممثلين عن المعارضة السورية”، بحسب ما نقلته صحيفة “الصباح” التركيّة.
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن اليوم: إنّ “ أنقرة لم تخذل المعارضة السورية إطلاقاً حتى اليوم”، موضحاً في لقاء تلفزيوني أن “الهدف من لقاء وزير الخارجية التركية مع قيادات من المعارضة هو طمأنتهم مجدداً بهذا الخصوص”، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول”.
ورداً على سؤال فيما إذا كانت سوريا مستعدة للإقدام على خطوات عقب اجتماع موسكو، لفت قالن إلى أنه “كانت هناك رسائل ومؤشرات إيجابية في الاجتماع، وأنه يتعين تحويل ذلك إلى قرارات والتزامات”، مذكراً أن “اللقاء هو الأول من نوعه حول هذه القضايا منذ 11عاماً، وتمخض عن نتائج إيجابية، وهذا المسار متعلق بالخطوات التي ستقدم عليها سوريا في الأيام القادمة”.
وأضاف أنه “إذا تجاوبت سوريا مع النوايا الحسنة لتركيا وأبدت العزيمة للمضي قدماً في هذا المسار، فإنه يمكن لتركيا الإقدام بسهولة على خطوات فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين، عبر التنسيق الوثيق مع روسيا”، لافتاً إلى أنه “لم يتم البت بعد بمكان وموعد الاجتماع الثاني”.
وأشار قالن إلى أنه “من الممكن أن تعقد بعض اللقاءات المتممة استكمالاً للقاء الأول، وأنه سيكون هناك اجتماع لوزير الخارجية لكن لم يتحدد موعده بعد، لافتاً إلى أنه من الممكن أن تكون هناك لقاءات جديدة في هذا السياق خلال الأشهر المقبلة”.
وفي وقت سابق، أعلنت أنقرة نيّتها نقل السيطرة في مناطق وجود القوات التركية في سوريا إلى دمشق، في حال تحقق الاستقرار السياسي في البلاد.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في 28 من الشهر الماضي، أنّ وزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا، أجروا محادثات ثلاثية في موسكو لبحث سبل حل الأزمة السورية، وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في سوريا.
أثر برس