تشهد أوكرانيا تطورات متسارعة، منذ إعلان روسيا على لسان وزير دفاعها سيرغي شويغو أن “أوكرانيا دخلت المرحلة الأخيرة من صنع قنبلتها القذرة”، وذلك خلال محادثةٍ هاتفية أجراها يوم أمس الأحد مع نظرائه الأمريكي والفرنسي والبريطاني والتركي، بحسب مانقلته وكالة “تاس” الروسية.
وأعرب شويغو عن “مخاوفه المتعلقة بالاستفزازات المحتملة من جانب أوكرانيا باستعمال قنبلة قذرة”، وهو اتهام قوبل برفض قاطع من قِبل كييف وكذلك حلفاؤها الغرب.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المعلومات المتوافرة لدى روسيا حول تحضير أوكرانيا لاستخدام “القنبلة القذرة” ليست نابعة من فراغ وإنما تستند إلى أدلة، بحسب مانقلته قناة “روسيا اليوم”.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي اليوم: “لدينا معلومات محددة حول المؤسسات والمعاهد العلمية في أوكرانيا، والتي تمتلك التكنولوجيا اللازمة لصنع تلك “القنبلة القذرة”، مضيفاً: “هناك معلومات أعدنا التحقق منها من خلال القنوات المناسبة، تؤكد أن هذه ليست شبهات فارغة، بل يوجد سبب جدي للاعتقاد بأن مثل هذه الأمور قيد التخطيط”.
وأشار لافروف إلى أن “الدبلوماسيين الروس اتخذوا كل الخطوات اللازمة لبحث هذه القضية في المنصات الدولية، والتي يفترض أن تبدأ اليوم.”
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسيّة عن قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في القوات المسلّحة الروسية إيغور كيريلوف قوله: “عندما تفجّر أوكرانيا “قنبلة قذرة”، ستنتشر النظائر المشعة في الغلاف الجوي إلى مدى يصل إلى 1500 كيلو متر ويمكن أن تغطي بولندا.”
وعن “القنبلة القذرة” والتخوّف الروسي من امتلاك أوكرانيا لمثل تلك القنبلة، تؤكد “اللجنة التنظيمية النووية” الأمريكية أن “القنبلة القذرة تعدّ سلاحاً تقليدياً وهو عبارة عن مزيج من المواد المتفجرة المزوّدة بمواد مشعّة تنتشر في الهواء بعد التفجير، ما يجعل منها خطراً على المدنيين، لكن لا ينتج عن تفجيرها انشطار نووي أو اندماج، ولا يتسبّب بدمار هائل على نطاق واسع”.
وتضيف اللجنة الأمريكية أن “القنبلة القذرة لا تمتلك التأثير المدمر للانفجار النووي الذي نجم عن القنبلة النووية التي ألقيت في ناكازاكي، وتلك التي ألقيت في هيروشيما باليابان قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، حين أسفر تفجير القنبلتين عن سقوط مئات آلاف الضحايا، إضافة إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي جراء التلوث الإشعاعي”.
وبالتالي لا يمكن مقارنة “القنبلة القذرة” بـ “القنبلة النووية” التي تُحدث انفجاراً أقوى بملايين المرات، وتنشر سحابة إشعاع على مدى آلاف الكيلو مترات المربعة، في حين الإشعاعات الناجمة عن “القنبلة القذرة” يمكن لها أن تنتشر فقط ضمن مساحة لا تتعدى بضعة كيلو مترات مربعة.
والخطر الأكبر لـ”القنبلة القذرة” مصدره الانفجار وليس الإشعاع، إذ إن الأشخاص القريبون جداً من موقع الانفجار هم من يتعرّض لإشعاع يكفي للتسبّب بمرض خطير، بحسب “اللجنة التنظيمية النووية” الأميركية.
يُشار إلى أن مستوى التلوث الذي تحدثه “القنبلة القذرة” يعتمد على حجم المتفجرات، وكمية ونوع المادة المشعة المستخدمة، ووسائل الانتشار، والظروف الجوية، إذ إن الأقرب إلى مكان حدوث التفجير هم الأكثر عرضة للإصابة؛ فالمواد المشّعة تفقد تأثيرها وضررها كلما ابتعدت عن مركز الانفجار.
أثر برس