أثر برس

تطورات جديدة على مسار التقارب الخليجي من سوريا.. ما الذي حرّك المياه الراكدة وماذا عن العراقيل؟

by Athr Press Z

لا يزال يطرأ على مسار التقارب العربي من سوريا تطورات عدة، وكان آخرها وأبرزها عقد مؤتمر لمجلس التعاون الخليجي في جدة، لمناقشة عودة سوريا إلى الجامعة العربية ودعوة قطر -التي تعتبر الدولة العربية الأكثر تعنتاً إزاء إعادة العلاقات مع سوريا- لهذا الاجتماع، في خطوة اعتبرتها الأوساط التحليلة أنها تطور مهم في مسار عودة العلاقات العربية- السورية.

التحليلات أكدت أيضاً أنه لم يعد هناك خيارات أمام الدول العربية بخصوص عودة العلاقات مع سوريا، وفي هذا السياق نشر رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عبد المنعم سعيد، مقالاً في صحيفة “الشرق الأوسط” أكد خلاله أنه “على الرغم من التعاطف الدولي والإقليمي مع سوريا وتركيا أيضاً في محنة الزلزال، فإن التعاطف العربي كان سريعاً وملموساً ومؤثراً، ولم يأخذ الاقتراب العربي شكل الإغاثة، وإنما بدأ الحديث عن عودة العلاقات الدبلوماسية لسوريا مع دول عربية، وعودة سوريا مرة أخرى إلى الجامعة العربية، فسوريا لا يمكن تركها لظروفها الخاصة، حيث أثبتت التجربة التاريخية أن عزلة دولة عربية لا تدفع ثمنه الدولة العربية وحدها، وإنما تدفع دول النطاق العربي ثمناً لا يقل فداحة، الأمر هكذا يستحق الكثير من الدبلوماسية والسياسة والدور لدول الإصلاح العربي للعمل معاً”.

وكذلك نشر الخبير الاستراتيجي الإماراتي سالم الكتبي، في صحيفة “العرب“: “ملف سوريا أحد أبرز وأهم الشواغل العربية استراتيجياً بالنظر إلى أهمية سوريا الاستراتيجية” مضيفاً أن “هناك شبه إجماع عربي رسمي على ضرورة الانفتاح على سوريا، وأن الوضع الراهن المستمر منذ عام 2011 يصعب أن يستمر، ليس فقط في ظل الحاجة الملّحة إلى دعم الشعب السوري ومساندته وتهيئة الظروف لعودة الملايين من اللاجئين إلى بلدهم، ولكن أيضاً لأن هناك انفراجاً في مجمل العلاقات الإقليمية، بما يصعب معه الإبقاء على وضع دولة عربية محورية كسوريا بمعزل عمّا يدور إقليمياً” موضحاً في الوقت ذاته أن “هناك من التعقيدات ما يجعل الحديث عن انفراج تام للأزمة السورية في وقت قريب مسألة صعبة، ولكن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات تدفع باتجاه تسريع وتيرة البحث عن حلول”.

وفي مقال آخر نشرته الصحيفة نفسها حول موقف السعودية وقطر بالتحديد من هذا التقارب، جاء: “لا تريد السعودية وقطر الوقوف في وجه قطار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، والتي تحولت إلى أمر واقع بسبب التغييرات الإقليمية والدولية، ولكنهما تريدان إجماعاً خليجياً وعربياً على هذه العودة لتلافي الحرج، وهو ما ينتظر أن يوفره الاجتماع الوزاري الخليجي المقبل، قطر لا تزال يسيطر التردد على موقفها بسبب مخلفات تدخلها في الحرب السورية لدى السوريين وخاصة لدى الدولة السورية، فضلاً عن أنها لم تمهد لخطوة التقارب مع الرئيس بشار الأسد كما فعل جيرانها الخليجيون، ويرى مراقبون أن مشاركة الدوحة في الاجتماع الوزاري سيكون الهدف منه تأمين انفتاح على الرئيس الأسد تحت غطاء الإجماع الخليجي، وهو ما يرفع عنها الحرج لدى المعارضين السوريين الذين راهنت عليهم وراهنوا عليها لسنوات قبل أن تتغير الأوضاع كلياً في غير صالحهم”.

فيما لفتت صحيفة “ناشيونال” البريطانية إلى أنه “خلال الأسابيع القليلة الماضية ازدادت الجهود الإقليمية لإعادة التواصل مع سوريا وتقليل عزلتها عن العالم العربي في أعقاب الحرب التي استمرت عقوداً، ويأتي هذا التطور بعد أن قالت الرياض الشهر الماضي إنها بدأت مباحثات مع دمشق بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وسيكون استئناف العلاقات بين البلدين أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع سوريا”.

تؤكد التقديرات أن تسارع وتيرة التقارب العربي من سوريا على الرغم من الرفض الأمريكي، تتزامن مع تحولات إقليمية مفصلية يشهدها الشرق الأوسط، خصوصاً التقارب الإيراني- السعودي، والانفتاح الخليجي على التعاون مع الصين وروسيا، وغيرها من التحالفات التي غيّرت حسابات العديد من الدول ومعادلاتها.

أثر برس 

اقرأ أيضاً