أثر برس

تطور في العلاقات التونسية – السورية: هل تعيّن تونس سفيراً لها في دمشق قريباً؟

by Athr Press A

بحث وزير الخارجية فيصل المقداد مع نظيره التونسي نبيل عمّار العلاقات الثنائية بين سوريا وتونس وسبل تطويرها وتعزيزها.

وفي اتصالٍ هاتفي بين الوزيرين أمس السبت، ثمّن المقداد رغبة الرئيس التونسي قيس سعيّد برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، معبراً عن تقديره لتضامن تونس قيادةً وحكومةً وشعباً مع سوريا في مواجهة الزلزال، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا”.

بدوره، جدد الوزير التونسي تعازيه لنظيره المقداد، مؤكداً استمرار تونس بالوقوف إلى جانب سوريا وسعيها لتعزيز العلاقات معها في مختلف المجالات، على حين اتفق الوزيران على متابعة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإجراء الزيارات المتبادلة في الفترة القادمة.

تقارب بعد الزلزل

أجرى وزير الخارجية التونسي نبيل عمّار اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري فيصل المقداد، للمرة الأولى عقب وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 شباط الماضي، قدّم خلاله التعازي في الضحايا، معرباً عن تضامن تونس مع سوريا، واستعدادها لمواصلة الإسهام في تخفيف تداعيات هذه الكارثة، وفقاً لما نقلته الخارجية التونسية حينها.

وأرسلت تونس طائرات إغاثة إلى سوريا تتضمن فرق إنقاذ وحماية مدنية وأطباء ومساعدات غذائية وصلت بالفعل إلى مطار حلب الدولي.

وفي 9 شباط الماضي، قالت الرئاسة التونسية: إنّ “الرئيس قيس سعيّد قرر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في سوريا”، مجدداً التأكيد على “وقوف الشعب التونسي إلى جانب الشعب السوري الشقيق”.

وأشارت الرئاسة التونسية، في بيانٍ لها إلى أن “قضية النظام السوري شأن داخلي يهمّ السوريين بمفردهم والسفير يُعتمد لدى الدولة وليس لدى النظام”.

وقال البيان: إنّ “الرئيس سعيّد تحدّث مع وزير خارجيته نبيل عمّار عن عددٍ من المحطات التاريخية التي عاشتها سوريا منذ بداية القرن العشرين والترتيبات التي حصلت منذ ذلك الوقت لتقسيمها.”

كما تطرّق إلى “التجربة الدستورية السورية وكيف تم حصار المجلس الذي كان سيضع دستوراً سورياً وما تبعه من أيام دامية نتيجة رفض السوريين لأي تدخل أجنبي”، وفقاً للبيان.

هل تعيّن تونس سفيراً في دمشق؟

اعتبر المتحدث باسم حزب “التيار الشعبي” التونسي محسن النابتي، أن “قرار الرئيس التونسي برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق، يعني وجود سفير تونسي في دمشق قريباً”، مبيناً أنّ “القرار يعد خطوة إيجابية جداً جمعت بين الموقف السياسي والموقف الإنساني على طريق عودة العلاقات كاملة بين البلدين”.

وأضاف، أنّ “رفع التمثيل الدبلوماسي، يخدم العلاقات بين البلدين وسيخدم الجالية التونسية في سوريا، وسيساعد الدولة الوطنية في سوريا في معاناتها بعد الحرب الطويلة”.

وتابع: “نرجو أن يعلن الرئيس سعيّد قريباً عن فتح السفارة التونسية في دمشق، المغلقة منذ 2013، بتمثيل دبلوماسي كامل، وهو منتظر من الرئيس سعيّد على اعتبار أنه لم يكن مبرراً أصلاً ىقطع العلاقات مع الشقيقة سوريا”، وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد”.

في المقابل، يرى المحلّل السياسي والباحث التونسي هشام الحاجي، أن “هناك تردداً غير مفهوم من الجانب التونسي للحسم في مسألة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في الوقت الراهن”، مضيفاً أنّ “هذا مطلب شعبي وهناك ما يشبه الوعود الواضحة التي قطعها الرئيس سعيّد عندما كان مرشحاً للرئاسة”، لافتا إلى أن “هناك علاقات تاريخية بين البلدين وحالياً هناك ملف تسفير الإرهابيين إلى سوريا ما يزال مفتوحاً”، وفقاً لما نقله موقع “العهد” الإخباري.

العلاقات بين البلدين لم تنقطع

على الرغم من أن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، أعلن في بيانٍ صدر عن الرئاسة التونسية في 4 شباط 2012، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، فإن وزير الخارجية التونسي السابق خميس الجهيناوي أكد أن الإعلان تم من دون القيام بالإجراءات الرسمية لذلك”.

وقال الجهيناوي في حوارٍ له مع صحيفة “لابراس” التونسية حينها: إنّ “العلاقات الدبلوماسية التونسية السورية لم تنقطع أبداً”، موضحاً أنّ “مستوى العلاقات الدبلوماسية مع دمشق ليس على مستوى السفراء لكنها على “المستوى القنصلي”.

وبعد تولّي الباجي قائد السبسي رئاسة البلاد عام 2015، عيّنت وزارة الخارجية التونسية “قنصلًا عاماً” لتونس في العاصمة السورية دمشق، وشهدت العلاقات الدبلوماسية تحسناً بعد أن باتت على مستوى قنصلي.

وعقب ذلك أعادت تونس إلى سوريا بعثة دبلوماسية محدودة في 2017، كما شهدت العلاقة بين البلدين نوعاً من التقارب في نهاية عام 2018 حيث استؤنفت حركة الطيران بين العاصمتين تونس ودمشق.

ووفق وكالة “رويترز”، منذ سيطرة الرئيس قيس سعيّد على معظم السلطات تقريباً في تموز 2021، وتعليق البرلمان وإقالة الحكومة، فإن تونس أرسلت إشارات تشي بتغيير سياستها الدبلوماسية مع سوريا.

أثر برس

اقرأ أيضاً