خاص|| أثر تركيب العطور مهنة خفيفة وسهلة ونظيفة؛ ولها خبيرون بتركيبها، ولكن للأسف بعد أن كان سعرها يناسب شريحة كبيرة من الناس وخاصة ذوي الدخل المحدود إلا أنها اليوم لم تعد تناسب أحداً في ظل تدني دخل الموظف مقابل ارتفاع أسعار السلع والمواد كلها؛ وعلى ما يبدو أن الجنس اللطيف من أكثر المتضررين بعد أن كانت الفتيات من محبي العطر.
هديل طالبة جامعية تقول لـ “أثر” إنها لم تنقطع عن تعبئة العطر؛ وبصراحة لا تستطيع لأنه من ضروريات الحياة ولكن ما استجد في حياتها هو أنها بعد أن كانت تشتري زجاجات عدة؛ اليوم وبسبب الغلاء باتت تشتري زجاجة واحدة وتحاول الاقتصاد بها قدر الإمكان فلا تملك القدرة على الشراء شهرياً.
أما تماضر (موظفة) أوضحت أن لديها ثلاث فتيات (صبايا) وكلهن يحتجن إلى العطر وعندما تقرر أن تشتري أو تركب لكل واحدة زجاجة عطر فهي تحتاج إلى ما يقارب 80 ألف ليرة فأقل زجاجة سعرها 15 أو 20 ألفاً وإذا أرادتها مركّزة فيجب عليها أن تدفع مبلغ (زيادة) لتحصل على ما تريد.
وحاولت مراسلة “أثر” التواصل مع رئيس جمعية الزيوت العطرية، لكنها تفاجأت بأن أصحاب هذه المهنة لا يملكون جمعية.
وفي السياق ذاته، أكد شيخ كار مهنة استخلاص الزيوت العطرية محمد مازن زكور في حديث لـ “أثر” أنه لا توجد جمعية لهم، متمنياً أن توجد لهم جمعية أسوة بكل المهن وتحمل اسم الجمعية (الحرفية للزيوت العطرية).
وفيما يخص مهنة تركيب العطور التي يزاولها زكور منذ ما يزيد على واحد وثلاثين عاماً، يقول لـ “أثر”: “كل الزيوت الداخلة في تركيب العطور مستوردة؛ لا توجد صناعة محلية وطنية؛ الزيت العطري يكون بشكل مخاليط عطرية أولية تدخل إلى البلاد وبعد ذلك تباع بالطريقة التي نراها في الأسواق”.
ويشير شيخ الكار إلى أنه بوصفه خبيراً في تركيب العطور فقد أدخل شيئاً جديداً إلى عمله وهو تقطير الزيوت؛ لكن ذلك لا يغنيه عن المستورد أو (الأجنبي)؛ فالزيوت المقطرة فقط تعطي العطر قوة وثباتاً، مضيفاً: “تقطير الزيت العطري وإنشاؤه في البلاد يعطي (نوتات) عطرية أساسية للزيت العطري الذي نحضره نصف مصنع ونضيف إليه إضافات ليصبح زيتاً عطرياً بمستوى عالٍ”.
وفيما إذا كانت هناك عطور محلية مصنوعة من الياسمين الدمشقي أو الجوري الشامي، قال زكور: “هناك 5 آلاف نوع من الورود وكلها تحتاج إلى خلطات مثبتة ومستوردة لتصبح عطورات بروائح ذكية”.
وتابع زكور: “عندما نستورد نحضر أصنافاً وماركات عالمية وهذه من الأنواع التي تجد الناس صعوبة في الحصول عليها في البلاد، فيلجؤون في هذه الحالة إلى تركيب العطر المستورد”.
وفيما يتعلق بالإقبال على شراء العطور المعبئة، ذكر زكور أنه جيد نوعاً ما، مضيفاً: “لكننا لاحظنا الفرق نظراً لارتفاع سعر تركيب العطر فمن كان يركب صنفين وأكثر أو أربعة بات يشتري صنفاً واحداً”.
وتتراوح الأسعار بحسب زكور كالتالي: 30 مل سعرها 15 ــ 20 ألفاً، 50 مل سعرها 20 ــ 35 ألفاً والسعر متراوح ومختلف حسب كمية الزيت العطري لأن كمية الزيت تحدد السعر وكلما زدنا كمية الزيت يزداد سعر زجاجة العطر لأن ذلك يعطيها ثباتاً أكثر وتدوم رائحتها مدة أطول.
وختم شيخ كار مهنة استخلاص الزيوت العطرية محمد زكور كلامه لـ “أثر”، متسائلاً: “لماذا لا يتم إيجاد تنظيم حرفي يجمع أصحاب هذه المهنة ويتم فيه وضع أسس وقواعد لممارستها؟”، لنتركه برسم من يجد نفسه صاحباً للاختصاص.
دينا عبد