خاص || أثر برس لفت انتباه كثيرون أنه عندما أعلنت وزارة الكهرباء في سوريا عن انقطاع عام في الشبكة الكهربائية في البلاد نتيجة خروج إحدى محطات توليد المنطقة الوسطى عن الخدمة، تعرض لبنان لانقطاع عام في التغذية الكهربائية وخرجت المعامل (محطات التوليد) عن الشبكة بالكامل أيضاً.
وفي التفاصيل، في تمام الساعة 11 من مساء يوم الجمعة، أكدت “وزارة الكهرباء السورية – الصفحة الرسمية” على فيس بوك، حصول عطل في محطة تحويل “الزارة” على محولة الشدة، ما أدى إلى خروج محطة التوليد بالكامل عن الخدمة نتج عنه خروج كافة المحطات الأمر الذي أدى الى انقطاع عام.
وأضافت الوزارة: “توجهت ورشات الكهرباء فوراً لإصلاح العطل ووعدت حينها بإعادة التيار الكهربائي بشكل تدريجي”.
وعلى خط مواز نقل موقع قناة الجديد “الجديد أون لاين” اللبناني، خبراً تزامن مع انقطاع التيار الكهربائي العام في سوريا يؤكد حدوث أعطال مجهولة طرأت على شبكة كهرباء لبنان وأن محطات التوليد فيها خرجت عن الشبكة بالكامل.
وقال موقع “القناة” في خبره: “علمت الجديد أنّ أعطالاً مجهولة طرأت على الشبكة الكهربائية ابتداء من الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم (الجمعة)، أدت إلى انفصال الشبكة العامة أكثر من 6 مرات”.
وأضافت المعلومات حسب الموقع، “أن فرق كهرباء لبنان تواجه صعوبة في إعادة بناء الشبكة ومعاودة التغذية وربط المعامل على التوتر العالي، بسبب المخاطر الفنية للمناورات المتكررة على المعامل، وحالياً خرجت المعامل عن الشبكة بالكامل”.
إنّ الانقطاع الذي حصل بين البلدين دفع الخبراء إلى التعليق على الموضوع، فما حصل في لبنان، بحسب رأي الخبراء، يمكن إلى حدِّ ما، ربطه فيما حصل في سوريا كون البلدين يرتبطان بشبكة كهربائية، موضحين أن سوريا طيلة السنوات الماضية كانت تزود لبنان بكميات توليد محددة لتأمين القطع الأجنبي اللازم لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية السورية في ظل الحصار الاقتصادي الغربي المفروض على سوريا.
وتعرضت الشبكة الكهربائية في سوريا لأضرار كبيرة خلال سنوات الحرب العشر الماضية، حيث تزيد خسائر القطاع حسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن الوزارة أكثر من 2000 مليار ليرة سورية بأسعار الأساس.
ويعتقد الخبراء أن ما حصل في لبنان قد يكون له علاقة بما حصل في سوريا وأن انخفاض كميات التوليد وخروج محطة في سوريا عن الخدمة أدى إلى إحداث خلل في توازن الشبكة الكهربائية السورية ما أدى إلى الانقطاع العام الذي حصل في الساعات الأخيرة من يوم الجمعة واستمر حتى صباح يوم السبت، وهذا بالتأكيد إن كانت حقاً سوريا “تبيع” لبنان كهرباء سيؤدي حكماً إلى انقطاع عام في لبنان أيضاً في حال كانت الكميات المباعة مؤثرة في بنية الشبكة الكهربائية اللبنانية.
وخلال فترة الحرب على سوريا، تعرضت البلاد عدة مرات لحالة تعتيم كامل، وذلك لأسباب عدّة منها ما حصل من استهدافات لخط الغاز العربي المغذي لمحطة توليد «دير علي» جنوب العاصمة دمشق ما أدى إلى خروجها عن العمل بالكامل فحدث الانقطاع العام.
في هذا الإطار، كان مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء فواز الظاهر قد صرح في التاسع من حزيران الجاري لـ “أثر” أنّ البلاد خلال فترة الحرب تعرضت لأكثر من مرة للتعتيم العام، مشيراً إلى أنّ حالات حدوث التعتيم متشعبة وأسبابها كثيرة منها الاعتداءات، وهناك أسباب أخرى كحدوث عطل فني كبير على الشبكة الكهربائية ما يؤدي إلى خروج من هذه الشبكة عن الخدمة ما ينتج عنه بالمحصلة خروج محطات توليد عن الخدمة نتيجتها التعتيم الكامل.
وأخيراً، ثمة تساؤل يطرحه الخبراء يدور حول ما حصل في البلدين ليلة الجمعة، فهل الانقطاع العام الذي حصل في لبنان بالوقت الذي حصل في سوريا من “محاسن الصدف”؟ أم فعلاً أن سوريا تبيع لبنان كهرباء؟
بدورها، مصادر في وزارة الكهرباء نفت قطعياً لـ “أثر” وجود أي علاقة في القطع الكهربائي الذي حصل منذ يومين في سوريا ولبنان، مؤكدة أن القطع الذي حصل في سوريا سببه الانخفاض الكبير الذي نتج عن خروج محطة توليد عن الخدمة باستطاعة 400 ميغا، وهذا أدى إلى فصل جميع محطات التوليد وحدوث الانقطاع العام.
ولفتت المصادر إلى أن سوريا اليوم مشكلتها في الكهرباء هي الغاز والفيول، كما تمنى المصدر لو كان لدى سوريا فائض من الكهرباء وتقوم ببيعه للبنان وغيره لتؤمن القطع الأجنبي، لينفي مجدداً وجود أي علاقة تربط ما حصل في سوريا مع ما حصل في لبنان منذ يومين.