عند الحديث عن الميدان السوري ووجهة المعارك المقبلة، يتصدر الجنوب السوري الأحداث، حيث تسببت التقارير التي أشارت إلى احتمال نشوب معركة في المنطقة المحاذية للجولان المحتل، باستنفار إسرائيلي-روسي للحد من هذه المعركة، لكن الوقائع تفيد بأن هذا الاستنفار لم يحقق النتيجة المرجوة، فالقوات السورية تعزز وجودها العسكري وحضّرت المعابر التي سيخرج منها المدنيين ومقاتلي الفصائل الراغبين بالتسوية، كما أن الفصائل في درعا في ظل استمرار الاقتتال فيما بينها أعلنت عن رفضها إجراء مباحثات واتفاقات حول المنطقة كما عمدت لاغتيال أعضاء المجلس المخوّل للمصالحة.
وأشارت صحيفة “الوطن” السورية إلى أن فصائل المعارضة مصرة على المعركة، لافتة إلى أهمية الأسلحة التي نشرتها القوات السورية في المنطقة، فقالت:
“بدت التنظيمات الإرهابية المفلسة تدفع المنطقة إلى أتون حرب عاتية من خلال دعوتها عناصر الجيش للانشقاق ومغادرة المنطقة.. تأتي أهمية “بانتسير” من كونها تولت التصدي لمعظم صواريخ العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي الثلاثي على سوريا سابقاً، ما يشير إلى أن الجيش ماض في قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضها منذ إسقاط الطائرة الإسرائيلية “إف 16” في شباط الماضي، وتزامن نشر المنظومات الجديدة مع عمليات استهدافات متبادلة بين الجيش والإرهابيين على محاور بريف القنيطرة بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء،
أما صحيفة “القدس العربي” فتولت مهمة نقل وجهة نظر فصائل المعارضة من هذه المعركة إن نشبت، حيث جاء فيها:
“في الأسابيع الاخيرة انتقلت الحرب في سوريا في اتجاه الجنوب الغربي لتزيد من مخاطر التصعيد في منطقة ذات أهمية كبرى لـ”إسرائيل” حيث تم احتواء الصراع منذ العام الماضي بموجب اتفاقية لحفض التصعيد بضمانة من الولايات المتحدة وروسيا.. وقوات المعارضة في جنوب غرب سوريا هونت من احتمالات شن هجوم من قبل الحكومة السورية في المنطقة قائلة: إن الولايات المتحدة والأردن ملتزمان بدعم اتفاق “خفض التصعيد” مع روسيا، لكنها استعدت أيضاً لاحتمال وقوع هجوم”.
وفي إطار الحديث عن معركة الجنوب، تحدثت صحيفة “العرب” اللندنية عن التنسيق الروسي-الإسرائيلي اللافت في سوريا، فنشرت:
“هناك تنسيق روسي – إسرائيلي في ما يتعلق بما يجري في سوريا لكي يكون واضحاً أن “إسرائيل” لن تكون في حاجة إلى التعرف على الموقف السوري إن تعلق الأمر مثلاً بالجولان المحتل.. قد يكون الاعتراف بتلك الحقيقة جارحاً غير أنه يشكل وسيلة إنقاذ وحماية من حملات التضليل والخداع التي يمارسها البعض”.
يبدو أن القوات السورية وفصائل المعارضة تتحضران لمعركة الجنوب بشكل كامل، لكن هل بالفعل ستُشن هذه المعركة؟ وهل ستتمنع المعارضة عن تنفيذ “الرغبة الإسرائيلية” في سوريا، أم أن كل ما تظهره من امتناع عن إجراء محادثات وتجهيز عسكري هي عبارة عن تنفيذ أوامر؟ وهل ما تقوم به القوات السورية ينحصر ضمن إطار الحرب النفسية؟ أن أنها فعلاً تتحضر لشن هجوم لاستعادة الأراضي في تلك المنطقة؟