حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، من أي استهداف يطال القوات الإيرانية في سوريا، مؤكداً أن نهاية الحرب في فلسطين ستحدد نهايتها فصائل المقاومة الفلسطينية وليس الكيان الإسرائيلي.
وأكد عبد اللهيان، في لقاء أجراه مساء أمس السبت مع صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطاينة، أنه لم يُصب أحد من القوات الإيرانية الموجودة في سوريا حتى الآن، مشدداً أنّه “إذا حدث ذلك، فالردّ سيكون قاسياً”.
وتعقيباً على الهجمات التي تنفذها قوى المقاومة في لبنان والعراق وسوريا واليمن، أكد عبد اللهيان أن هذه حركات مُقاومة في المنطقة، مشيراً إلى أن لها “هويتها المستقلة، ولا تتلقى أوامر من إيران، لكن تربطها علاقات جيدة بها”.
وتابع: “إسرائيل تمثل الولايات المتحدة بالوكالة، لكننا لا نملك أي مجموعة تمثلنا بالوكالة في المنطقة”.وفيما يتعلق بالتصعيد الذي يحدث عند الحدود الفلسطينية- اللبنانية، قال وزير الخارجية الإيراني: “حزب الله اليوم دخل مرحلة من الحرب مع إسرائيل”، مؤكّداً أنّ “الرسائل الأمريكية للحزب لها تأثير معاكس، فهي لن تردعه فحسب، بل ستجعله أكثر حزماً في قراراته أيضاً”.
وأضاف أنّ “الحرب اتسعت بالفعل في المنطقة”، وذلك نظراً إلى حقيقة أنّ الجيش اليماني يُهاجم الأراضي المحتلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وأن حزب الله يقاتل ثلث الجيش الإسرائيلي”.
وبشأن نشر الولايات المتحدة حاملات الطائرات في المنطقة، بيّن أمير عبد اللهيان أنّ “الخبراء العسكريين يرون أن وصول هذه السفن الأمريكية ليس في مصلحة واشنطن، لأنّه يزيد من إمكانية استهداف أسطولها البحري”.
وأفاد بأنّه “على مدى الأيام الأربعين الماضية، جرى تبادل رسائل بين إيران والولايات المتحدة بوساطة قسم المصالح الأمريكية في السفارة السويسرية في طهران، مفادها أنّ طهران لا تريد أن تتوسع الحرب”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه “يمكن النظر في أي احتمال بسبب النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، وعدم توقف الجرائم ضد أهل غزة والضفة الغربية”، بحسب أمير عبد اللهيان، الذي أوضح أنّ “صراعاً أوسع قد يكون أمراً لا مفر منه”.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أنّ المقاومة الفلسطينية في غزة لم تطلب أبداً من إيران الدخول في الحرب، قائلاً: “إنّهم يمتلكون كل شيء، وينتجون الصواريخ والطائرات من دون طيار بأنفسهم، بالإضافة إلى أنّهم قادرون على إنتاج المعدات العسكرية التي يحتاجون إليها داخل فلسطين”.
وقال إنّ “مصير هذه الحرب ستحدده فصائل المقاومة، وليس إسرائيل، التي لن تتحمل حرب استنزاف، بالنظر إلى ما لدينا من معلومات، وبعد لقاءات مع قيادات في المنطقة”، لافتاً إلى أنّ “لا سبيل إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين سوى الدبلوماسية”.
وفي لقاء مع وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في العاصمة السويسرية جنيف، دعا أمير عبد اللهان إلى اتخاذ خطوات سريعة ومؤثرة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وشدّد على مضاعفة المساعي لوقف إطلاق النار والدّفع نحو هدنة، مذكراً باستعداد المقاومة الفلسطينية لـ”الإفراج عن الأسرى من غير العسكريين”.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية الإيراني مع دخول التصعيد في غزة يومه الرابع والأربعين، وكان قد أكد الوزير الإيراني في جولة شرق أوسطية أجراها في بداية أيام التصعيد، وقال خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بعد أسبوع واحد من التصعيد: “يتواصل معنا مسؤولون في بعض الدول ويسألون عن إمكانية فتح جبهة جديدة في المنطقة؛ وقلنا لهم إن جوابنا الواضح فيما يتعلق بالاحتمالات المستقبلية هو أن كل شيء يعتمد تصرفات الكيان الصهيوني في غزة”، موضحاً أن “لا أحد في المنطقة يطلب منا الإذن بفتح جبهات جديدة”، مضيفاً “ليس سراً أننا نواجه جرائم حرب يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ضد الشعب الفلسطيني”.
يشار إلى أن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد أمس السبت أن حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوزت الـ30 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء.