خاص || أثر برس ارتفعت وتيرة الصراعات والانقسامات الداخلية فيما بين المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي في ريف حلب الشمالي بشكل عام، وفي منطقة عفرين على وجه الخصوص، حيث شهدت المنطقة خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة وحملات اعتقالات ومداهمة لعدد من مقرات تلك المجموعات.
وأفادت مصادر محلية لـ “أثر برس”، بأن أبرز أسباب الانقسامات الداخلية بين المسلحين، تمثلت في عزوف بعضهم عن الانتقال للقتال في أذربيجان ضد الجيش الأرميني، وخاصة بعد أن توالت الأخبار القادمة من هناك حول عدم وفاء تركيا بالتزاماتها تجاه مسلحيها سواء لناحية دفع الرواتب أو إعادة جثث القتلى إلى سورية، الأمر الذي دفع بمسلحي ريف حلب الشمالي إلى رفض الخروج من سورية.
وفي ظل حالة الرفض الواسعة بين أوساط المسلحين، سجلت خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية، حملات مداهمة من قبل مسلحي “الشرطة العسكرية” لعدد من مقرات المجموعات المسلحة، تخللها اعتقال عدد كبير من المسلحين الرافضين للقتال في أذربيجان، تحت ذريعة تحريض زملائهم ضد قوات الاحتلال التركي.
وامتدت حملات الاعتقال التي نفذها المسلحون لتطال شباناً مدنيين من أهالي منطقة عفرين، حيث تم اعتقال عدد كبير من شبان المنطقة واقتيادهم قسراً إلى معسكرات تركية للتدريب هناك، وتجهيزهم للزج بهم على جبهات القتال في مواجهة الجيش الأرميني.
مصادر “أثر برس”، أكدت بأن تصرفات “الشرطة العسكرية” التي تمت بتوجيه تركي، أدت إلى حدوث عدة اشتباكات متفرقة فيما بين مسلحي المجموعات، وخاصة بين مسلحي “الشرطة” وفرقة “الحمزة” من جهة، وباقي المجموعات المسلحة المنتشرة في عفرين من جهة ثانية، ما تسبب بوقوع العديد من الإصابات بين صفوفهم.
وفي السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن مدينة عفرين شهدت على مدار اليومين الماضيين، اشتباكات عنيفة بين مسلحي “الشرطة العسكرية”، ومسلحين كانوا قد قدموا في وقت سابق من غوطة دمشق الشرقية إلى المنطقة، حيث وطّنتهم حينها القوات التركية في منازل مهجري عفرين.
وبينت المصادر بأن الاشتباكات شهدت استخدام الطرفين مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والقذائف، إلا أن الأخطر فعلياً كان اندلاعها ضمن الأحياء السكنية في المدينة، ما أدى إضافة لمقتل وجرح عدد كبير من المسلحين، إلى وقوع أضرار مادية كبيرة لحقت بمنازل المدنيين ومحالهم التجارية.
وبينت المصادر بأن أسباب الصراع تركزت حول محاولة مسلحي “الشرطة العسكرية” إخلاء مسلحي الغوطة من بعض المنازل التي كان تم تسليمها لهم سابقاً في مدينة عفرين، الأمر الذي قوبل بالرفض من مسلحي الغوطة، وتطور لاحقاً إلى مرحلة الاشتباكات العنيفة بين الجانبين.
يذكر أن مناطق سيطرة المجموعات المسلحة المدعومة تركياً في ريف حلب الشمالي، ما تزال تشهد تردياً أمنياً كبيراً على مختلف الصعد وخاصة من ناحية الاقتتال الداخلي بين المسلحين، إضافة إلى التفجيرات المتلاحقة التي تضرب تلك المناطق بشكل مستمر، وسط عجز تركي تام عن ضبط الأوضاع رغم العدد الكبير من دوريات الشرطة العسكرية التركية المنتشرة في عموم ريف حلب الشمالي.
زاهر طحان – حلب