أثر برس

تقارير صحفية: إقامة دولة كردية في سوريا قضية مستحيلة والأكراد يعترفون بتعرضهم لطعنـ.ات أمريكية

by Athr Press Z

عبّر عدد من المسؤولين الأكراد في سوريا خلال الفترة الأخيرة عن تخوّفهم من خيانة أمريكية، وذلك وسط تصعيد التهديدات التركية ضدهم، والحديث عن إجراءات أمريكية شمالي شرق سوريا تهدف إلى استرضاء أنقرة، وازداد القلق الكردي بشكل كبير عندما تم فتح ملف التقارب السوري- التركي، الذي من شأنه أن يعزز القوّة ضد الوجود الأمريكي الداعم لـ”الوحدات الكردية” شمالي سوريا.

في هذا الصدد نشر “مركز السويد للمعلومات” تقرير لفت فيه إلى أن  “أكراد سوريا أشاروا سابقاً إلى أنهم تلقوا طعنة من الخلف وخيانة من شريكهم الأمريكي، وصمت وخذلان من الأوروبيين  حيث قدم لهم الأكراد خدمات عديدة وحافظوا على مصالحهم”.

الحديث عن خشية كردية من طعنة أمريكية جديدة يتزامن مع المستجدات الأخيرة التي تطرأ على الساحة السورية بما يتعلق بالتقارب السوري- التركي، ونيّة الولايات المتحدة الأمريكية بالإقدام على إجراءات شمال شرق سوريا لاسترضاء تركيا، وفي هذا السياق نشرت صحيفة “العرب“: “يعوّل أكراد سوريا على رفض الولايات المتحدة للتقارب بين تركيا وسوريا، إلا أن محللين يؤكدون أن الرهان على واشنطن مقامرة غير مضمونة” مضيفة أن “بعض المحللين يقولون إن موقف واشنطن الرافض للتقارب بين أنقرة ودمشق قابل للتغيّر في وقت لاحق انسجاماً مع المصالح الأمريكية في المنطقة والتي تتغيّر بدورها وفق المعطيات الجديدة على الأرض، ويذكّر هؤلاء بتخلي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن قوات سوريا الديمقراطية (العمود الفقري لوحدات حماية الشعب الكردية) والسماح لتركيا بشن هجوم في شمال سوريا منطقة النفوذ الأمريكية الأهم في سوريا”.

وتشير صحيفة “الشرق الأوسط” في هذا الصدد إلى أن الخيار الوحيد أمام الأكراد لوقف مسار التقارب التركي- السوري هو التوجه إلى دمشق، والقناعة بفكرة أن إقامة “دولة كردية” أمراً مستحيلاً، حيث قالت:

“عندما استشعر الأكراد خطورة ما تسعى تركيا إليه، قرروا فيما يبدو أن يسبقوها، وكان من علامات ذلك أننا قرأنا عن وفد كردي زار العاصمة السورية، وأنه تحدث في إحياء مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها بين الطرفين في 2019، وكان توقيعها عندما قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب سحب قوات بلاده من سوريا، وكانت مذكرة التفاهم تقضي بنشر قوات الجيش السوري شرق نهر الفرات” مضيفة أنه “لا هدف من زيارة الوفد إلى دمشق سوى أن يسارع الأكراد إلى قطع الطريق على تركيا، وسوف يفعلون ذلك ما استطاعوا إليه سبيلاً، وسوف يكون الهدف أن يكون زمام أمرهم مع الحكومة السورية في أيديهم لا في أيدي الأتراك، ولأن قيام دولة كردية تضم الأكراد قضية غير ممكنة، بل تكاد تكون مستحيلة، فلا حل يبدو أمامهم غير أن يتعايشوا مع الحياه التي يجدونها، ولا سبيل سوى أن يكونوا جزءاً طبيعياً من الأرض التي يعيشون فوقها، ولا طريقة سوى أن يؤمنوا بأن وطنهم هو الدولة التي يقيمون تحت سمائها”.

تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب خلال هذه المرحلة بالانسحاب من سوريا والتخلي عن علاقتها مع الأكراد الذين يعتبرون القوة المحلية الأساسية التابعة لها في سوريا، لكنها في الوقت نفسه لا ترغب بالتضحية بعلاقتها مع تركيا وستحاول استيعاب المطالب التركية المتعلقة بانسحاب الأكراد مسافة 30 كم عن حدودها، وبهذا يكون الأكراد أمام طريقين لا ثالث لهما، إما: القبول بالإجراءات الأمريكية الجديدة الهادفة إلى استرضاء أنقرة، أو: القبول بفكرة العودة إلى الدولة السورية والانفصال عن واشنطن.

أثر برس 

اقرأ أيضاً