صعّد الكيان الإسرائيلي مؤخراً استهدافاته في سوريا، وذلك باستهداف بناء استهداف سكني في العاصمة دمشق بمنطقة كفرسوسة، ما تسبب بوقوع ضحايا وجرحى بين المدنيين، ووسط هذا التصعيد أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن نيّة إيران بتزويد سوريا بنظام دفاع جوي يُطلق عليه اسم “خرداد 15” الذي يُعرف بأنه يمكن أن يتتبع عدة أهداف وبوقت واحد.
وسائل الإعلام العبرية اهتمت بالخطوة الإيرانية بشكل كبير، حيث نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، مقالاً تحليلاً أكدت خلاله أن هذا القرار سيكون له تداعيات واضحة، ومن شأنه أن يغّير بعض المعادلات.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن “التقدير العام هو أن هذا النظام مهم لسوريا وسيزيد من قوّة دفاعها الجوي، وسيكون له تأثيرات إيجابية على سوريا التي عادت للتواصل مع المنطقة، لا سيما بعد زيارة الرئيس الأسد إلى عمان هذا الأسبوع” مضيفة أن “هذه الخطوة الإيرانية لها تداعيات على دور روسيا في سوريا، وربما على دور تركيا والولايات المتحدة، وكذلك على سياسة إسرائيل إزاء سوريا”.
كما قدّم التقرير الذي نشرته الصحيفة العبرية، شرحاً مفصّلاً لنظام الدفاع الجوي الإيراني، مشيراً إلى أن “النظام له قدرات مهمة للغاية، ويمكنه اكتشاف الأشياء حتى عن بعد 150 كيلومتراً باستخدام الرادار، والاشتباك مع أهداف على بعد 45-75 كيلومتراً، ويمكن للنظام أن يواجه العديد من التهديدات في نفس الوقت، إضافة إلى أنه يستخدم النظام صاروخ يُدعى صياد3” مضيفة أن “بعض التقييمات ترى بهذا النظام أنه يُعتبر تحسيناً لنظام S-300 الروسي الصنع”.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية تقريراً أشارت خلاله إلى أن “التقارير الإعلامية الإيرانية جاءت بعد غارة جوية استهدفت مواقع في دمشق نهاية الأسبوع الماضي”.
كما بدى أن هذه الخطوة الإيرانية فتحت الباب أمام وسائل إعلام عبرية للحديث عن توسيع التعاون العسكري بين إيران وروسيا، حيث قالت “تايمز أوف إسرائيل” “إن روسيا قد تزود إيران بتعاون دفاعي غير مسبوق، بما في ذلك في مجال الصواريخ والإلكترونيات والدفاع الجوي”، وكذلك لفتت صحيفة “إسرائيل هيوم” إلى أن “إيران في سباق مع الزمن للحصول على القوة العسكرية بكل أشكالها، أنها على وشك امتلاك قوة عسكرية نووية وترسانة صواريخ باليستية تصل إلى حدود أوروبا، هذه كلها مشاكل وتطورات خطيرة يجب معالجتها على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
عندما شنّ الكيان الإسرائيلي عدوانه على مباني سكنية بمنطقة كفرسوسة، أكد الإعلام العبري والغربي أن هذا العدوان “غير مسبوق” ويُعتبر أخطر هجوم ينفذه الكيان الإسرائيلي على دمشق، ولفت تقرير نشرته حينها صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إلى أن “هذه المرة يبدو أن دمشق تريد التركيز على الهجوم أكثر من المعتاد” في إشارة إلى أنه كان من المتوقع أن تأخذ سوريا وحلفائها خطوات جديّة لتقوية جبهتها الدفاعية، لمواجهة “الاعتداءات الإسرائيلية” وتمكين “معادلة الردع” بشكل أكبر في سوريا.