نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً أوضحت خلاله حجم المخاطر التي يواجهها الكيان الإسرائيلي في الحرب الحاصلة في فلسطين، مؤكدة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان يواجه قبل سنوات الحجارة واليوم يواجه الطائرات الشراعية والصواريخ الموجهة بالليزر وغيرها.
وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إلى أن “ترسانة حماس من الأسلحة المضادة للدبابات تظهر حجم الصعوبات والمخاطر التي تواجه القوات الإسرائيلية”.
وتابعت أنه “في 31 تشرين الأول، أصاب صاروخ مضاد للدبابات ناقلة جنود مدرعة، ما تسبب بمقتل تسعة جنود إسرائيليين وأصاب مدرعة أخرى في القافلة” موضحة أن هذا الهجوم “أظهر تطور وتوسع القوة النارية لحماس (…) بينما واجهت القوات الإسرائيلية قبل سنوات الحجارة والزجاجات الحارقة التي ألقاها الفلسطينيون، فإنها تواجه الآن أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بالليزر والذخائر المضادة للدبابات في غزة”.
ونقلت عن محللين وخبراء قولهم: “إن إسرائيل تراقب عن كثب أنواع الأسلحة التي تمتلكها حماس: بنادق قنص حديثة، طائرات شراعية، قذائف آر بي جي، قنابل مغناطيسية، طائرات بدون طيار هجومية، غواصات صغيرة، ألغام أرضية”، بحسب الصحيفة.
وأكدت أن “صواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ بعيدة المدى يمكنها الآن أن تصل إلى أقصى الشمال مثل مدينة حيفا بالقرب من الحدود اللبنانية وجنوباً مثل مدينة إيلات على البحر الأحمر، على الرغم من أنها تفتقد للكثير من الدقة”.
ونقلت عن رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بمركز موشيه دايان للأبحاث مايكل ميلشتين، قوله: “إن حماس ومقاتليها الذين يقدر عددهم بنحو 30 ألف جندي أو أكثر، مسلحون بالكامل ومدربون جيداً لدرجة أن ألوية الحركة تشبه جيوش الدول”.
واعتبر أنه “لا يوجد أي شيء جديد أو مفاجئ في الأسلحة نفسها، المفاجأة الحقيقية هي في كمية الأسلحة، فإسرائيل تواجه حماس أقوى بكثير”.
كما نقلت عن مسؤول الاستخبارات الإسرائيلية السابق “آفي ميلاميد”: “إن إسرائيل ستواجه ظروفاً صعبة للغاية مع حماس وحلفائها المسلحين في غزة.. إنه عدو مسلح بكثافة”.
وأردف أن “نشر حماس أعداد كبيرة من الوحدات المضادة للدبابات هو أمر مثير للقلق بالنسبة للقوات الإسرائيلية، لدرجة أن الجيش يبدو أنه يركز استخباراته على العثور على أهداف للقوات الجوية والبرية للقضاء عليها”.
الضغوط ليست عسكرية فقط:
إلى جانب القدرة العسكرية التي فاجأت جيش الاحتلال الإسرائيلي، وترافقها مع فتح جبهات جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي والقوات الأمريكية في سوريا والعراق، نتيجة الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للكيان الإسرائيلي، بدأت “إسرائيل” وداعمتها واشنطن بمواجهة ضغوط دولية لوقف إطلاق النار في غزة.
وفي هذا السياق أكد الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أن “إسرائيل تقتل أبرياء من دون أي معيار”.
وتابع: “إن إسرائيل تلقي قنابل على أماكن فيها أطفال، كالمستشفيات، بحجة وجود إرهابيين فيها” مضيفاً “هذا أمر لا يمكن تفسيره، أولاً، عليك أن تنقذ النساء والأطفال، ثم تتقاتل مع من تريد”، قائلا إن عدد النساء والأطفال الذين قُتلوا “لم يسبق له مثيل في مثل هكذا نزاع”.
بدورها، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأن أكثر من 30 منظمة إغاثة ومجموعات دينية، أعربت عن قلقها بشأن خطة البنتاغون، تزويد قوات الاحتلال الإسرائيلي بقذائف المدفعية من عيار 155 ملم.
وكتبت المنظمات في رسالتها: “في ظل الظروف الحالية، فإن منح حكومة إسرائيل حق الوصول إلى هذه الذخائر، من شأنه أن يقوض حماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي، ومصداقية إدارة بايدن” مضيفة “من الصعب تصور سيناريو يمكن فيه استخدام قذائف مدفعية شديدة الانفجار من عيار 155 ملم في غزة، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني”.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الإسرائيلي “إيلي كوهين” أمس الإثنين: “أمامنا أسبوعان فقط لحسم المعركة قبل أن يصبح الضغط الدولي مؤثراً” كاشفاً عن طلبات تلقاها من قبل بعض الدبلوماسيين بشكل سرّي لوقف إطلاق، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
كما لفتت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إلى أنه “على الرغم من وقوع خسائر إضافية في صفوف قوات الجيش، يحقق الجيش الإسرائيلي نتائج جيدة في هجومه على قطاع غزة ولكنها في نفس الوقت انتكاسة في الدبلوماسية” موضحة أنه “من المستحيل تجاهل ما أصبح على نحو متزايد واحداً من أعظم الكوابيس السياسية التي عرفناها وخاصة بعد أن أصبح -رغم الخسائر التي لحقت بنا -غالبية العالم ينظر إلينا، نحن الإسرائيليين، كإرهابيين، في حين ينظر إلى يحيى السنوار ورفاقه من قادة حماس كمقاتلين من أجل الحرية”.
وأضافت الصحيفة العبرية أن “حماس تحصل على إشادة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الرأي العام الأمريكي والبريطاني، وبالطبع في الدول العربية”.
يشار إلى أنه في آخر إحصائية رسمية فلسطينية فإن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة وصل إلى 11240 شهيداً، وارتكب كيان الاحتلال 1153 مجزرة بحق المدنيين حتى الآن.