نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريراً أكدت فيه أن الاستهدافات المتكررة للقواعد الأمريكية المنتشرة شرقي سوريا توضّح حجم التحديات التي تواجهها الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط.
ونوّهت الصحيفة بالاستهدافات الثلاثة المتتالية التي استهدفت القواعد الأمريكية شرقي سوريا في 24 و25 آذار الفائت، وشهدت حينها تلك المنطقة تصعيداً لافتاً تمثّل باستهداف قاعدة خراب الجير الأمريكية في رميلان شرقي الحسكة، بطائرة مسيّرة ما تسبب بمقتل جندي أمريكي وجرح 6 آخرين، لترد القوات الأمريكية باستهداف مواقع في دير الزور، قبل أن تشهد القواعد الأمريكية في حقل العمر النفطي وحقل غاز كونيكو استهدافاً بالصواريخ.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرة التي استهدفت قاعدة خراب الجير في رميلان، هي طائرة إيرانية من نوع “قاصف 2″، لافتة إلى أن هذه الطائرة تستخدمها الفصائل العراقية المدعومة إيرانياً بكثرة.
وأكدت “وول ستريت جورنال” في تقريرها أن هذه الاستهدافات المتكررة للقوات الأمريكية في سوريا توضح حجم التحديات التي تواجهها الإدارة الأمريكية في الخارج.
سبق وأن أعلن تشكيل عسكري يسمى “لواء الغالبون” مسؤوليته عن هذا الاستهداف، وأصدر التشكيل بياناً أكد فيه أن هذه العملية سيتبعها عمليات أخرى، وبدا من البيان أن هذا التشكيل هو تشكيل عراقي، حيث اعتمد في توقيت بيانه توقيت بغداد، وكان قد ورد سابقاً اسم التشكيل ضمن إحصائية نشرها معهد “بروكينغز” الأمريكي، تضم عدداً من فصائل المقاومة الشعبية المدعومة إيرانياً.
وفي 31 آذار الفائت، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن عدد الجنود الأمريكيين الذين تعرّضوا لإصابات هم 12 جندياً، لتعلن في 15 نيسان الفائت، أن الحصيلة الصحيحة لعدد الجنود الأمريكيين المصابين بهذا الاستهداف هو 20 جنديّاً أمريكيّاً.
وأخذت هذه الحادثة صدىً واسعاً في الداخل الأمريكي وفي الخارج، ونقلت حينها صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية تقريراً أكدت فيه أن بعض المشرعين الأمريكيين في الكونغرس طرحوا إشارات استفهام عدة تتعلق بهذا الاستهداف، لافتين إلى وجود عدد من الثغرات القانونية، وأفادت الصحيفة بأنه “يؤكد المشرعون والمساعدون الجمهوريون أن الإدارات عادةً ما تخطر الكونغرس في وقت أقرب بكثير عندما يُقتل أمريكي في الخارج”، مشيرة إلى أن “فريق الرئيس جو بايدن، لديه حافزان واضحان لتأجيل الإخطار، الأول: هو أن الإدارة تعمدت تأجيل الإخطار لتجنب الأسئلة الصعبة المتعلقة بسبب الفشل في حماية الأمريكيين الذين يخدمون في شمال شرقي سوريا، والثاني: هو أن الإدارة لم ترغب في إفشال تمرير مشروع قانون من شأنه إلغاء تفويضين لاستخدام القوة العسكرية”.
كما سبق وأن حذّر خبراء أمريكيون من نوعية الأسلحة التي باتت تستهدف القواعد الأمريكية شرقي سوريا، حيث قال مدير برامج “سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن” تشارلز ليستر: “أن الطائرات من دون طيار التي استهدفت القواعد الأمريكية هي جزء من تهديد سريع التطور من أعداء واشنطن في المنطقة”، مشيراً إلى أن المجموعات المعادية للوجود الأمريكي باتت تستخدم أسلحة أكثر تطوراً بضرب بعض الأهداف الأمريكية الأكثر حساسية في الهجمات، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.