بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية التي شنها مقاتلو الفصائل الفلسطينية ضد الكيان الإسرائيلي بعنوان “طوفان الأقصى”، لفتت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إلى أن هذه العملية تمت بمساعدة مسؤولين أمنيين إيرانيين.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الأحد، عن مصادرها قولهم: “إن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المفاجئ الذي شنته حماس يوم السبت على إسرائيل”.
وأضافت المصادر التي نقلت عنها الصحيفة الأمريكية أن “ضباط الحرس الثوري الإسلامي الإيراني عملوا مع حماس منذ آب لتخطيط التوغلات الجوية والبرية والبحرية”.
وأشارت المصادر إلى أنه “تم تنقيح تفاصيل العملية في اجتماعات عدة في بيروت حضرها ضباط من الحرس الثوري الإيراني وممثلون عن أربع جماعات تدعمها إيران، بما في ذلك حماس، التي تسيطر على السلطة في غزة، وحزب الله اللبناني”.
بينما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مقابلة مع شبكة “CNN”: “لم نر بعد دليلاً على أن إيران وجهت هذا الهجوم بالذات أو كانت وراءه، ولكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة”.
تساؤلات حول كيف تمكّن مقاتلو “حماس” من تنفيذ هذه العملية؟
منذ انطلاق “طوفان الأقصى” فجر السبت 8 تشرين الأول الجاري، بدأت التساؤلات في التقارير العبرية والغربية عن كيفية تنفيء “حماس” هذه العملية، متعجبين من القدرات العسكرية والتخطيطة التي برزت لدى فصائل المقاومة، وفي هذا الصدد، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن “حركة حماس خدّرتنا وخدعتنا على مدار عام وهي تستعد لهذه العملية”.
بدورها، نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريراً قالت فيه: “الآن، فإن السؤال حول كيف تمكن المسلحون من شن مثل هذا الهجوم الضخم والمنسق، الذي أدى بالفعل إلى مقتل عدد من الإسرائيليين، أكثر من أي هجوم آخر”، مشيرة إلى أن “هذا يمثّل بالفعل تحدياً كبيراً لإسرائيل وحكومة نتنياهو القومية المتطرفة”.
تقارير عبرية تنبأت بهذا التصعيد منذ أشهر:
في نيسان الفائت شهد الكيان الإسرائيلي تصعيداً متعدد الجبهات، إذ تم استهداف أراضي فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل من سوريا ولبنان وغزة، وتعقيباً على هذا التصعيد، نقلت حينها قناة “سكاي نيوز” عن مسؤول أمريكي تأكيده أن “حزب الله يقوم بتدريب جنود لحركة حماس، على كيفية إطلاق صواريخ بعيدة المدى يكون هدفها ضرب إسرائيل”، موضحاً أن هناك “تنسيقاً بين حزب الله وإيران وسوريا لإخضاع أعضاء حركة حماس للتدريبات في لبنان”.
ولفتت صحيفة “هآرتس” العبرية إلى أن “ما يميز تسلسل الأحداث هذا هو ضعف الحكومة الإسرائيلية في الاستجابة لها، وافتقارها إلى خيارات لأخذ زمام المبادرة بدلاً من الانجرار وراء الأحداث، فلدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خيارات استباقية قليلة، إن وجدت”، مضيفة أن “مشكلة نتنياهو ليست فقط نقص الخيارات العسكرية، فهو مقيّد سياسياً أيضاً”.
وتعقيباً على عملية “طوفان الأقصى” أكدت تقارير عبرية أن “جرح عملية حماس كلير٥ وسيستغرق سنوات للشفاء منه والجيش غير متصل بعضه ببعض”.
يشار إلى أن مقاتلي الفصائل الفلسطينية تمكنوا في عملية “طوفان الأقصى” من السيطرة على عدد من المستوطنات وأسر عشرات “الإسرائيليين”، كما أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: “يمكننا تأكيد مقتل عدد من المواطنين الأمريكيين في الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، نقدم خالص تعازينا لأسر جميع المتضررين”، بدوره قال السفير الإسرائيلي في واشنطن “مايك هرتسوغ”: “إن هناك مواطنين أمريكيين من بين الرهائن التي اقتادتهم حماس إلى داخل قطاع غزة”.