نشرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية مقالاً لفتت فيه إلى أن الولايات المتحدة تواجه عقبات كبيرة في سوريا، داعياً إلى ضرورة تحديد خطة واستراتيجية واضحة لهذا الوجود.
وأضافت أنه “من الضروري وجود سياسة واضحة وقابلة للتحقيق، سياسة تحددها أهداف ملموسة وفهم للحقائق التاريخية والثقافية والسياسية في المنطقة”، لافتة إلى ضرورة وجود “تخطيط للاستراتيجية الأمريكية، مع وضع أهداف محددة وجدول زمني لتجنب الالتزام المفتوح”.
وأشارت الصحيفة إلى أن خيار الانسحاب الأمريكي من سوريا على المدى القريب غير وارد، لأسباب عدة أبرزها أن الولايات المتحدة الأمريكية في حال انسحبت ستخسر ثقة حلفائها.
ومنذ تشرين الأول 2023 بات ملف الانسحاب الأمريكي من سوريا في متناول التحليلات الأمريكية في الصحف ومراكز الدراسات الأمريكية، على الرغم من أن القوات الأمريكية شرقي سوريا تنشط ميدانياً وتعزّز وجودها العسكري هناك.
خيار تقليص الوجود وارد
بتاريخ 21 شباط الفائت، نشرت منظمة “أتلانتيك كونسيل” البحثية ومقرها واشنطن تقريراً حول احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، موضحة أنه على الرغم من النفي الأمريكي ورفض أعضاء مجلس الشيوخ قرار الانسحاب، فإن الملف لا يزال قيد النقاش، مشيراً إلى أن الأخبار حول خروج أمريكي محتمل، تتم مراقبتها عن كثب من قبل الجهات الإقليمية الفاعلة.
كما نقل موقع “بوليتيكو” الأمريكي سابقاً عن أربعة مصادر مطلعة أن بعض الدول العربية ومن بينها الإمارات تعمل لتقييد قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام القواعد العسكرية على أراضيها لشن غارات جوية ضد حركات المقاومة في الشرق الأوسط.
وفي 28 شباط الفائت نقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن مسؤولين دفاعيين اثنين أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تتجه نحو تخفيض عدد قواتها الموجودة بالقرب من الشرق الأوسط.
وقال المسؤولان الدفاعيان الأمريكيان: “من المتوقع أن تخفض الولايات المتحدة الأمريكية قواتها بالقرب من الشرق الأوسط”، مبيّناً أن “قوة الرد السريع البحرية ستغادر البحر الأبيض المتوسط في الأسابيع المقبلة وتعود إلى بلادها”.
وجود غير مُبرر
تشير تقارير وتحليلات أمريكية إلى أن الوجود الأمريكي العسكري في سوريا بات غير مُبرراً للداخل الأمريكي، وفي هذا الصدد نقلت مجلة “ريسبونسيل ستيتكرافت” الأمريكية عن المختص في العلاقات الدولية كريم إميل بيطار، قوله: “إن الحجة القائلة إن إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا من شأنه أن يمكّن داعش بطريقة أو بأخرى هي سخيفة للغاية”، وتابع “يبدو أن أولئك الذين يروجون لهذا النوع من الحجج كانوا يعيشون على كوكب آخر منذ 30 عاماً، الآن هناك الكثير من الأدلة على أنه سواء في العراق أم في سوريا… فإن وجود القوات الأمريكية على الأرض هو في الواقع ما يمكّن هذه الجماعات ويغذي دعايتها”.
وتوجد القوات الأمريكية في سوريا ضمن إطار تشكيل عسكري بقيادتها يدعى “التحالف الدولي” تأسس في أيلول 2014، وتنشر واشنطن حالياً نحو 2500 عسكري في العراق، ونحو 900 في سوريا.