وسط الحديث عن تزايد الضغوط التي تمارسها المعارضة التركية، على حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، بسبب قضية اللاجئين السوريين وضرورة عودتهم إلى بلادهم، نشرت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية مقالاً أكدت خلاله على أن 4 ملايين لاجئ سوري باتوا في مرمى نيران السياسة الداخلية التركية.
وجاء في الصحيفة أن: “مصير قرابة أربعة ملايين لاجئ سوري في تركيا أصبح على المحك، بعدما باتوا في مرمى نيران السياسة الداخلية الساخنة قبيل الانتخابات المقررة في صيف العام المقبل”.
وأضافت المجلة أن: “الأتراك يحمّلون اللاجئين مسؤولية الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد، بينما يستفيد السياسيون من نمو هذه المشاعر المعادية”، موضحة أن كلاً من الحزب الحاكم والمعارضة يطالبون الآن بعودة اللاجئين.
وأشارت المجلة إلى أن خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإعادة مليون لاجئ إلى شمال سوريا لا تزال “طوعية من الناحية الفنية”، لكن بما أن معظم اللاجئين السوريين في تركيا لن يرغبوا بالعودة إلى سوريا في أي وقت بالمستقبل القريب، فمن المرجح أن تكون تلك العودة “قسرية”.
يشار إلى أن أردوغان، سبق أن أعلن عن مشروع لإنشاء مستوطنات في المناطق التي تسيطر عليها تركيا شمالي سوريا، لتوطين اللاجئين السوريين فيها، حيث أشار المحللون حينها إلى أن هذا المشروع يصطدم بالعديد من المعوقات، أبرزها: الوضع الأمني غير المستقر في تلك المناطق بسبب القصف الذي تتعرض له هذه المناطق وعجز فصائل أنقرة عن ضبط الأوضاع الأمنية في هذه المناطق، كما سبق أن نشرت صحيفة “الغد” الأردنية تقريراً أشارت فيه إلى أن “الوقت قد لا يسعف أردوغان في إنجاز ذلك قبل موعد الانتخابات المقررة منتصف العام المقبل، كما أن السؤال الأهم يتعلق بقناعة مئات آلاف السوريين الذين أسسوا لهم ولعائلاتهم حياة مستقرة داخل تركيا، بعد أكثر من عقد من تفجر الأوضاع في بلادهم”.