نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالاً تتحدث فيه عن مخاوف تكرار السيناريو السوري في ليبيا وتحويل البلاد إلى منطقة صراع وحرب دولية بعد التدخل العسكري التركي فيها.
وجاء في المقال:
تعيش ليبيا الحرب الأهلية منذ عام 2011 وهي الآن على حافة الانضمام إلى سورية بصفتها مكاناً لتصفية الصراعات في النزاعات الدولية.
وإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيطلب من البرلمان المصادقة على نشر القوات التركية للدفاع عن حكومة طرابلس، لافتة إلى أن التدخل التركي جاء رداً على الحصار العسكري المفروض على العاصمة الليبية طرابلس.
موارد جديدة من مصر والإمارات والأردن وفرنسا وصلت إلى قوات الجنرال حفتر، كما كشف تقرير أخير صادر عن الأمم المتحدة، فيما انضمت قطر إلى تركيا في دعمها لحكومة “الوفاق الوطني”، وأصبح لدى كلا الطرفين أسطول من الطائرات المسيرة والعتاد العسكري المتطور.
التصعيد في القتال قد يكون سبباً في تكرار السيناريو السوري في ليبيا والتسبب في موجة جديدة من الهجرة باتجاه أوروبا، وقد يسمح للجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيم “القاعدة” بإعادة تجميع نفسها وبناء مراكز قوة في البلاد.
وفي خضم هذه التطورات، يبقى موقف الولايات المتحدة الأمريكية مبهماً، فمن ناحية تدعم الإدارة الأمريكية حكومة “الوفاق الوطني” في طرابلس، إلا أن ترامب تلقى في نيسان مكالمة هاتفية من حفتر، الذي كان في فترة من الفترات مقيماً في الولايات المتحدة، وعبر عن دعمه له.
واشنطن عارضت في الفترة الأخيرة الوجود الروسي في ليبيا، وحاولت إقناع حفتر وفلاديمير بوتين بالقبول بتسوية من خلال التفاوض، لكن ترامب ناقش الوضع في ليبيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخراً، وصدر بيان غامض عن البيت الأبيض، جاء فيه إن الزعيمين “رفضا الاستغلال الأجنبي، وحثا الأطراف على حل الخلافات قبل أن تصبح ليبيا في يد اللاعبين الأجانب”.
الفوضى بدأت بعدما انضمت الولايات المتحدة إلى الأوروبيين، وساعدت على الإطاحة بالزعيم معمر القذافي، لكنها لم تقم بأي جهد لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد ذلك.