أثر برس

تكسر حدة البرد.. سقوط الجمرة الثالثة إيذاناً بدفء الطقس في سوريا

by Athr Press G

خاص|| أثر برس سقطت أمس الخميس الجمرة الثالثة، إيذاناً ببداية انتشار الدفء وكسر حدة البرد، بالتوازي مع تسجيل ارتفاع آخر على درجات الحرارة، في هذه الفترة من فصل الشتاء التي يطلق عليها العامة “سعد السعود” والتي تبدأ 26 شباط وتنتهي 10 آذار الجاري، وتتسم بأنها باردة في أولها ودافئة في آخرها.

أستاذ علم المناخ في جامعة اللاذقية الدكتور رياض قره فلاح يبين لـ”أثر” أن الطقس اليوم يكون غائم جزئياً في جميع المناطق باستثناء المناطق الجنوبية التي تتعرض لاضطراب جوي من الأردن وشمال السعودية والعراق، يسبّب هطولات مطرية في درعا والسويداء وريف دمشق حتى أطراف البادية على الحدود العراقية مترافقة مع تراجع درجات الحرارة.

وأكد قره فلاح أن سقوط الجمرات (الأولى والثانية والثالثة) هي مؤشر لبداية انتشار الدفء وانكسار حدة البرد الذي سيطر على شهري كانون الثاني وشباط، حيث تسقط الجمـرة الأولى وتسمى (الجمرة الصغرى) في 20 شباط على التقويم الغربي وتسقط الجمـرة الثانية في 27 شباط و الجمـرة الثالثة (الجمرة الكبرى) في 6 آذار.

وأضاف: الجمرة في اللغة هي القطعة من الفحم أو الخشب المتقدة نارها، وسميت الجمار بهذا الاسم لأنها ترتبط بما يحدث حقيقة في الطبيعة ببداية خروج الدفء من الأرض، فالجمرة الأولى التي تسقط في 20 شباط تسمى جمرة الهواء حيث يشعر الناس بدفء الهواء، والثانية في 27 شباط وهي جمرة الماء حيث يشعر الناس بدفء الماء، والجمرة الثالثة في 6 آذار وهي جمرة الأرض حيث يشعر الناس بدفء الأرض.

وبحسب قره فلاح، تعود  قصة هذه الجمرات إلى ما ذكره القزويني في كتابه “عجائب الخلق (73)”، إذ قال إن معنى سقوط الجمرات أصله أنّ النّاس كانوا يتخذون في قديم الزمان أخبية ثلاثة في الشتاء، محيطاً بعضها ببعض، وكانت دوابهم الكبار كالإبل في البيت الأول، ودوابهم الصغار كالغنم في البيت الثاني، وهم كانوا في البيت الثالث وكانوا يشعلون جمرات النار في كل بيت، و يتخذون الجمر للاصطلاع، فإن كان السابع من شهر شباط، أخرجوا دوابهم الكبار إلى الصحراء، وجعلوا الصغار مكانها، وهم سكنوا مكان الصغار، فحينئذٍ سقطت من الجمرات الثلاث جمرة، فإذا مضى أسبوع آخر، أخرجوا الغنم أيضاً إلى الصحراء، وهم سكنوا مكانها فسقطت جمرة أخرى، فإذا مضى أسبوع آخر، خرجوا إلى الصحراء وتركوا إشعال النار لقلة البرد، فسقطت الجمرات الثلاث.

وأضاف قره فلاح: بناء على هذا المعنى، اتخذ مصطلح سقوط الجمرات ليصبح معنى لمراحل الدفء في الربيع، فسقوط الجمرة الأولى كناية عن بداية انتهاء برد الشتاء القارس، سقوط الجمرة الثانية كناية عن بدء الشعور بدفء الربيع،  سقوط الجمرة الثالثة كناية عن الشعور بحرارة الشمس.

وأوضح قره فلاح أن سقوط الجمرة الأولى يرتبط بظهور وبداية دورة حياة دودة أبو قطيف (دودة الربيع) حيث تخرج وتضع لنفسها شرنقة مثل العنكبوت، ويدل ظهورها على ارتفاع درجة الحرارة، وتستمر هذه الدودة حتى نهاية الصيف.

ومن المؤشرات التي تدل على ارتفاع حرارة الأرض بعد سقوط الجمرة الأولى، بيّن قره فلاح أنه يحدث خلال أيام النصف الثاني من شباط والنصف الأول من آذار أن يزداد التبخّر بشكل كبير من الأراضي المحروثة جيداً، حيث يتصاعد البخار كأعمدة الدخان عندما تكون الأرض رطبة بعد فترة من هطول أمطار غزيرة، وهذا كان مؤشراً عند القدماء على ارتفاع حرارة الأرض وتراجع حدة البرد على ثلاثة مراحل سميت بالجمرات، ولازال الناس يؤمنون بها حتى اليوم .

وأكده قره فلاح أن سقوط الجمرات من الناحية العلمية صحيح ويحدث في هذه المواعيد تقريباً (قبل أو بعد أحياناً) أي يرتبط الدفء ببداية اكتساب وربح حراري للأرض أكثر من الفقدان.

الجدير بالذكر أننا حالياً نشهد خمسينية الشتاء تبعاً للتقويم الغربي، وهي بحسب الاسم تتكون من خمسين يوماً تبدأ في الأول من شباط وتنتهي نهاية يوم 21 آذار مع أول أيام بداية فصل الربيع، وتنقسم إلى أربعة أقسام تعرف بالسعودات هي: سعد الذابح أو سعد ذبح يبدأ في 1 شباط وحتى 13 منه، سعد بلع  يبدأ من 13  شباط وينتهي في 25 منه، سعد السعود يبدأ في 26 شباط وينتهي في 10 آذار، سعد الخبايا يبدأ في منتصف 10 آذار وينتهي 21 منه.

اقرأ أيضاً