خاص || أثر برس بادرت قوات الاحتلال التركي خلال ساعات يوم أمس، إلى تنفيذ موجات قصف مركزة استهدفت بلدة “تل رفعت”، التي تعتبر من أكبر التجمعات المدنية في ريف حلب الشمالي، وخاصة لناحية الأعداد الكبيرة من أهالي منطقة عفرين الذين هُجروا من منازلهم، وقصدوا البلدة، هرباً من الاجتياح التركي.
ولم تمضِ ساعات قليلة على تحميل وزارة الدفاع التركية مسؤولية قصف مدينة عفرين التي تسيطر عليها، لـ “الوحدات الكردية” و”قسد”، ووعيد الوزارة بالرد المناسب على ذلك القصف، حتى جاء الرد “المناسب” من وجهة نظر الأتراك، والذي تمثل في قصف بلدة “تل رفعت” الآمنة، دون أي اكتراث للأعداد الضخمة من المدنيين القاطنين فيها.
مصادر محلية قالت لـ “أثر” أنه وخلال وقت قصير من بيان الدفاع التركية، سارعت قوات الاحتلال التركي إلى إطلاق طائرات مسيرة جابت أجواء مناطق ريف حلب الشمالي، قبل أن تبادر إحدى تلك الطائرات خلال ساعات الظهيرة، إلى رمي قنابلها مباشرة فوق أحد أسواق “تل رفعت”، تزامناً مع قصف مدفعي نفّذته القاعدة العسكرية التركية باتجاه أطراف البلدة والتلال المجاورة لها.
ونوّهت المصادر بأن العناية الإلهية وحدها من حالت دون تسجيل أي خسائر بشرية بين السكان، وخاصة أن معظم قاطني البلدة كانوا ملتزمين منازلهم، خوفاً من أي استهداف مفاجئ قد يعقب التصريحات التركية، الأمر الذي حدث بالفعل لاحقاً، لتقتصر الأضرار بالنتيجة على الماديات.
تركيا لم تكتفِ بموجة القصف الأولى على “تل رفعت”، فعملت خلال ساعات المساء أيضاً، على تنفيذ عمليات قصف مدفعي استهدفت البلدة، واستمر القصف بشكل متقطع لما يقارب الساعة، مسبباً المزيد من الأضرار المادية التي لحقت بعدد من المنازل والمحال التجارية والسيارات.
وكانت شهدت مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا ومسلحيها، مساء أمس الأول السبت، قصفاً صاروخياً عنيفاً استهدف أحيائها السكنية ومشفى “الشفاء”، ما تسبب بسقوط /22/ ضحية وإصابة /35/ آخرين بجروح متفاوتة، بحسب آخر حصيلة وردت لـ “أثر”، حيث كانت غالبية الأسماء الواردة في قائمة الضحايا من المدنيين، بينما ضمت القائمة أيضاً عدداً من المسلحين، ومن عناصر ما يسمى “الخوذ البيضاء” التابعين والمدعومين تركياً.
وفي أعقاب قصف عفرين، بدأت السجالات والبيانات وتبادل الاتهامات بالظهور، فعلى حين اتهمت أنقرة مسلحي “قسد” بتنفيذ الهجوم الصاروخي، أصدرت الأخيرة بياناً نفت مسؤوليتها عما جرى، فيما بادرت مصادر مقربة من “قوات تحرير عفرين” التابعة لـ “الوحدات الكردية” التي تنتشر على خطوط التماس مع الأتراك ومسلحيهم في ريف حلب الشمالي، إلى اتهام القوات التركية بتنفيذ القصف بغية استغلاله أمام الرأي العام الدولي، وإلصاق التهمة بـ “تحرير عفرين” لتبرير الاعتداءات المستمرة التي تنفذها تركيا باتجاه المناطق الآمنة شمال حلب.
زاهر طحان – حلب