أثر برس

مشروع الصرف الصحي على مجرى نهر بردى يتسبب بعطش ويباس الأراضي المحيطة به

by Athr Press G

خاص || أثر برس وردت شكاوى عدة لموقع “أثر برس” حول استباحة الأراضي الزراعية في منطقتي بسيمة وعين الخضرة في محافظة ريف دمشق، جراء تنفيذ مشروع للصرف الصحي على مجرى نهر بردى، حيث تم التعدي على الأملاك الخاصة، مع ترك الأنقاض والردميات في مكانها دون العمل على ترحيلها.

حيث يهدف مشروع الصرف الصحي لرفع التلوث عن نهر بردى من خلال إنشاء محطات تحلية عدة منها محطة معالجة الزبداني، ومحطة معالجة جمرايا، ومحطة معالجة الهامة، إلا أن أهالي منطقتي بسيمة وعين الخضرا تفاجؤوا بأن هذا المشروع سيمر بأراضيهم الزراعية، على خلاف خط سير المشروع في باقي القرى، إذ يمر في “سرير” النهر.

الأنقاض والردميات أمام النهر

الأنقاض والردميات أمام النهر

وبحسب الشكاوى الواردة، مضى على هذا الحال أشهر، مع وعود بإزالتها دون أن تحرك الجهة المعنية ساكناً، ما تسبب بأضرار للمزارعين والأهالي بمنطقتي بسيمة وعين الخضرة.

مرور الآليات الكبيرة سبب بأضرار للمزارعين:

أكد رئيس بلدية جديدة الوادي فتيان يوسف لـ “أثر” وجود مشروع ينفّذ للصرف الصحي في مجرى نهر بردى والممتد من سوق وادي بردى مروراً بقرى وادي بردى حتى جسر الهامة، حيث يتم التحضير لإنشاء محطة تحلية لمياه الصرف الصحي، ويعتبر المشروع ذا قيمة كبيرة، إذ سيتم تحويل مياه الصرف الصحي في وادي بردى باتجاه محطة التحلية عند جسر الهامة، وإعادة تكريرها وضخها في مجرى النهر مجدداً.

وبين أنه مضى على البدء بتنفيذ المشروع المذكور حوالي 20 عاماً، وحالياً يتم تنفيذ ما تبقى من المرحلة ضمن قطاع عمل البلدية في جديدة الوادي وأشرفية الوادي وبسيمة، وبسبب ظروف العمل في المشروع كان هناك بعض الشكاوى من الأهالي حول حدوث أعمال تخريب على طرفي النهر وإزالة بعض الأغصان المتدلية على مجرى النهر، نتيجة مرور بعض الآليات الكبيرة ضمن مجرى النهر (تركس، باكر، مضخات بيتون)، أو مرور الآليات ضمن الأراضي الزراعية للوصول إلى النهر، ومعظم هذه المشاكل بين منفذ المشروع والأهالي والمزارعين، علماً أنه تتم معالجتها عن طريق المجلس البلدي والمجتمع المحلي.

ولفت المهندس يوسف لـ “أثر” إلى أن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها الأهالي والمزارعون والمنطقة بشكل عام تتمثل بأن المياه التي كانت تجري في سرير النهر أصبحت تجري ضمن البواري الموجودة في سرير النهر والمغطاة بطبقة من الإسمنت المسلح، ويبقى سطح النهر جافاً تماماً، الأمر الذي يمنع تسرب المياه باتجاه الأراضي الزراعية على جانبي النهر، فيما بدأت مظاهر العطش واليباس تبدو واضحة، وهذا يشكل خطراً كبيراً على الأشجار والأراضي الزراعية.

بواري المياه في سرير النهر

بواري المياه في سرير النهر

وأضاف أنه لدى التواصل مع الجهة صاحبة المشروع وهي (مديرية الموارد المائية)، أفادت بأن لديها خطة من ضمن المشروع تتضمن ضخ مياه الآبار الموجودة على جانبي النهر والموجودة مسبقاً، على سطح النهر حفاظاً على الشريط الأخضر والأراضي الزراعية، لكن حتى الآن لم يتم تفعيل أي بئر من الآبار.

وطالب الجهة صاحبة المشروع بالإسراع بتنفيذ الأعمال وتفعيل عدد الآبار الخاصة بهم لضخ مياهها في مجرى النهر حفاظاً على الغطاء النباتي، ومنعاً لدخول الجفاف واليباس إلى هذا الوادي الأخضر الذي يعد منطقة سياحية متميزة.

رد المحافظة:

بدوره، مدير المتابعة في محافظة ريف دمشق المهندس غاندي سليمان أكد لـ “أثر” أنه تمت مخاطبة مديرية الموارد المائية بخصوص ما قدمه رئيس بلدية جديدة الوادي حول مشروع تمرير صرف صحي من نهر بردى، وتمت مطالبة الجهة المعنية بالتدقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة أصولاً، والتقيد بالشروط والمواصفات الفنية وفق الأنظمة النافذة وإعلام المحافظة بالإجراءات المتخذة.

يذكر أن وزارة الموارد المائية تعاقدت مع شركة ماليزية لتنفيذ محطة معالجة الهامة وستخدّم التجمعات السكنية في “جمرايا والمساكن العسكرية والهامة” بواقع نحو 61 ألف نسمة وغزارة 5000 متر مكعب يومياً، وكان الوقت المتوقع لإنجازها نهاية 2020، علماً أن المياه المعالجة بهذه المحطات ستعود لتصب في النهر وهي مطابقة للمواصفات القياسية السورية لأغراض الري، بحسب تصريح سابق لمدير الصرف الصحي بوزارة الموارد المائية المهندس محمد الجرادات لـ”سانا”.

وينبع بردى من بحيرة نبع بردى في الزبداني على سلسلة جبال لبنان الشرقية شمال غرب دمشق ماراً بدمشق والغوطة ليصب في بحيرة العتيبة جنوب شرق مدينة دمشق ويبلغ طوله 71 كم وله 7 فروع.

لينا شلهوب – ريف دمشق 

اقرأ أيضاً