أثر برس

تم التشاور بخصوصها بين مصر ودول خليجية.. خلفيات الزيارة المصرية إلى سوريا

by Athr Press Z

وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري، في أول زيارة له إلى العاصمة دمشق منذ 12 عاماً، وذلك بالتزامن مع عددٍ من الخطوات التي قامت بها عدة دول عربي تجاه سوريا، وتُنذر بأن سوريا في طريق العودة للاندماج إلى محيطها العربي والإقليمي.

زيارة وزير الخارجية المصري، حملت في طياتها العديد من المؤشرات، ففي الوقت الذي يؤكد فيه الجانب المصري في التصريحات الرسمية أنها جاءت بغرض تعزية الرئيس بشار الأسد بضحايا الزلزال، تؤكد التحليلات أن هذه الزيارة تتجاوز أبعادها التعزية بضحايا الزلزال، وفي هذا الصدد قال البرلماني المصري مصطفى بكري، في تصريح نقلته قناة “روسيا اليوم”: “إن هذه الزيارة تأتي بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس السوري بشار الأسد، وتعني فتح الباب واسعاً أمام عودة العلاقات الكاملة بين البلدين في كافة المجالات” مشيراً إلى أن “الزيارة تمهد لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية وتنهي هذا الحصار غير المبرر الذي فرضته القوى الدولية والقوى الأخرى على سوريا” مضيفاً أن “الزيارة تعني أيضاً اعترافاً جديداً بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما أكد عليه الرئيس المصري عام 2016 عندما طالب بعدم التدخل في شؤون سوريا وأكد أن مصر مع وحدة الأراضي السورية”.

يؤكد الخبراء والمحللون أن القرار المصري بالتقرب من مصر مرتبط أيضاً بتفاهمات مع دول خليجية، ويوضح في هذا السياق مدير تحرير جريدة “الأهرام” المصرية، أشرف العشري، في تصريح لقناة “الحرة” الأمريكية أن “زيارة شكري إلى دمشق مخطط لها منذ أسبوع، وتأتي في إطار تطبيع العلاقات المصرية-السورية خلال المرحلة القادمة” مضيفاً أن “هذه الزيارة تم التشاور بشأنها بين الدولة المصرية وعدد من الدول العربية والخليجية، من أجل بحث إمكانية تعبيد الطريق نحو تطبيع عربي-سوري، وإعادة سوريا إلى الجامعة العربية أو على الأقل الحصول على اعتراف بها في القمة المرتقبة”.

وفي السياق ذاته نشرت صحيفة “الشرق الأوسط“:

“فرضت الدول العربية عزلة على سوريا لأكثر من عقد من الزمان، لكن العلاقات آخذة في التحسن بعد الزلزال الذي وقع في السادس من شباط، ودفع دولاً في المنطقة لإرسال كميات كبيرة من المساعدات لدمشق، وكان وزير الخارجية المصري، قد قال في كانون الثاني من عام 2022: إن القاهرة تتطلع إلى توفر الظروف لعودة سوريا للنطاق العربي، لتكون عنصراً داعماً للأمن القومي العربي”.

يشار إلى أن مصر بدأت تُظهر مرونة إزاء سوريا، منذ أيلول 2021 عندما التقى وزير الخارجية المصري مع نظيره السوري فيصل المقداد، في هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 76، وعلّق شكري على هذا اللقاء بقوله: “نود أن نكون فاعلين في مساعدة سوريا على استعادة موقعها في الأمن القومي العربي”، وفي تشرين الأول من العام نفسه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن بلاده ترفض محاولات فرض سياسة الأمر الواقع في سوريا، وأكد حينها أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، في حديث لـ”أثر” أن: “العلاقات المصرية-السورية شهدت في الآونة الأخيرة تطورات نوعية، وبتقديري الشخصي الأمن يسبق السياسة فهناك اتصالات جرت بين رئيس جهاز الاستخبارات السوري اللواء علي مملوك ونظيره المصري عباس كامل، ولقاءات جرت صور أخرى والقاهرة لديها مصادرها المباشرة في هذا الإطار”.

أثر برس 

اقرأ أيضاً