خاص|| أثر برس كشفت مصادر مطلعة لـ”أثر برس” أنّه تم الاتفاق بين الوفود العربية المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي انعقد في العاصمة العراقية بغداد، على عودة المقر الرئيس للبرلمان العربي إلى دمشق.
وفي هذا الصدد، بيّن عضو مجلس الشعب السوري الدكتور صفوان القربي لـ”أثر”، أنّ “التوافق هذا جرى في بغداد، وسنشهد خلال المرحلة المقبلة زيارات وفود عربية حكومية لدمشق”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه “ستحضر وفود سوريّة أيضاً في أكثر من دولة عربية تمهيداً لحضور سوريا للقمة العربية المقبلة بشكل حقيقي”.
وجاء تأكيد القربي على خلفية الزيارة التي أجراها وفود عددٍ من برلمانات الدول العربية المشاركة في مؤتمر بغداد الـ 34 إلى سوريا، صباح اليوم الأحد، والتقى رؤساء هذه الوفود مع الرئيس بشار الأسد، وكذلك عقدت الوفود لقاءً موسعاً مع أعضاء مجلس الشعب في مقره بالصالحية، ومن المقرر أن تنهي الوفود زيارة دمشق خلال الساعات القليلة المقبلة.
وتنص المادة (6) من النظام الأساسي للبرلمان العربي في /الفقرة الأولى/ منها على أنّه: “يكون المقر الدائم للبرلمان في دمشق بالجمهورية العربية السورية”، وعُلّق العمل بهذه الفقرة منذ 12 عاماً، ليحل محله مقر مؤقت في العاصمة اللبنانية بيروت، على حين حافظت سوريا على المقر كما هو في شارع أبو رمانة.
وعن الدلالة التي تحملها هذه الزيارة، أوضح القربي أنّ “البرلمانات هي صوت الشعوب العربية، وهي تؤكد أهمية ومرجعيّة دور سوريا في المحيط العربي للنهوض في المرحلة القادمة بطي صفحات القطيعة التي حصلت من دون أن يكون لها أي مبرر، سوى أنها كانت تمثّل أجندات خارجة عن إرادة شعوب المنطقة العربية”.
الزيارة حملت رغبات الحكومات تجاه دمشق
وحول الرسائل التي حملتها الوفود العربية ومدى ارتباطها بمسارات توجّه الحكومات العربية نحو دمشق، أشار القربي إلى أنّ “الحديث بواقعيه بهذا الاتجاه يستلزم القول إنّه لا يمكن لبرلمان في أي دولة إلا أن يُقدم على شيء بشكل تكاملي وتعاوني ومنسق مع السلطات التنفيذية لبلاده”. لافتاً إلى أنّ “البرلمانات التي وصلت دمشق، حملت صوت الشعوب العربية اتجاه دمشق من جهة، وحملت رغبات الحكومات لفتح صفحة جديدة مع سوريا وعودتها إلى العرب وعودة العرب إليها بشكل هادئ وعنوانه التعاون ضمن المصالح المشتركة للشعوب العربية خلال هذه المرحلة الصعبة، من جهة أخرى”.
وتأتي زيارة الوفود البرلمانية العربية إلى دمشق، على رغم تردد بعض الدول بشأنها، في وقت تتسارع فيه حالة التطبيع في العلاقات السورية – العربية تدريجياً للمرة الأولى منذ 2011، وربما سيكون لهذه الزيارة انعكاسات في الأيام المقبلة، وهنا يرى القربي أنّ “الزيارة البرلمانية العربية إلى دمشق أعطت زخم إضافي واندفاع لتسريع المسار السياسي لعودة العلاقات السورية – العربية”.
وقال لـ”أثر”: إنّ “الحكومات يمكن أن تكون في أكثر من مستوى، فمنها من يعلن صراحةً عن ضرورة عودة سوريا لمحيطها العربي، في حين هناك حكومات ما تزال تفتح الباب بشكل موارب خوفاً من غضب أو لوم واشنطن، ونوع ثالث ما تزال تنتظر بعض الانفراجات”، لافتاً إلى أنّ “البرلمانات العربية باجتماعها الأخير في بغداد أعطت حرارة إضافية وزخم واندفاع للعلاقات السورية – العربية، وتأكيداً على ذلك تم الإجماع على عودة النشاط البرلماني العربي إلى دمشق”.
ماذا عن القمة العربية المقبلة؟
وفي موازاة ذلك، تشهد العلاقات السورية مع بعض الدول العربية تطوراً ملحوظاً، في وقت يتم فيه الحديث عن إجماع عربي حول إنهاء الأزمة السورية وفتح باب الحوار مع دمشق، وهذا ما أكده في وقت سابق وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مؤتمر ميونيخ للأمن.
وتشير الترجيحات الأولية إلى أن سوريا ستكون حاضرة في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الرياض نهاية آذار المقبل، وتم التمهيد لذلك بالزيارة البرلمانية لدمشق، وتعليقاً على ذلك يوضح القربي أنّ “هناك نشاط متسارع في هذا الاتجاه على أمل أن يتم في نهاية هذا المخاض عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بشكل حقيقي وعنوانه التعاون وليس التصادم من دون أن يحوي أي أجواء مشحونة”، لافتاً إلى أن “دمشق لا تريد عودة فيها تحديات وإنما عودة فيها ترميم لما سبق وحصل”.
وكان رئيس مجلس الشعب السوري حموده صباغ قد أكد في تصريح من مطار دمشق الدولي، أنّ “زيارة الوفود العربية تأكيد على أن سوريا هي قلب العمل العربي المشترك”.
فيما أشار رئيس مجلس النواب المصري الدكتور حنفي جبالي في تصريح من مطار دمشق الدولي، إلى أنّ “وجود الوفد العربية في سوريا الشقيقية هو لدعمها والتضامن معها في مواجهة محنة الزلزال”.
وأعلن رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي في المؤتمر الـ34 للاتحاد البرلماني العربي الذي عُقد في بغداد، أمس السبت، عن تشكيل وفد من الاتحاد لزيارة سوريا، لتأكيد دعم الشعب السوري، داعياً الدول العربية إلى تبني قرار عودة سوريا إلى محيطها العربي، وقال في كلمته: “آن الأوان للبيت العربي أن يوحّد الجهود، وينبذ الخلافات الجانبية، للوقوف أمام التحديات الراهنة دولياً وإقليمياً، من خلال صوغ استراتيجية شاملة وواقعية تجاه المشكلات العالقة منذ مدة طويلة”، مطالباً الدول العربية بتبني قرار نهائي يقضي بعودة سوريا إلى محيطِها العربي، وإلى ممارسة دورها العربي والإقليمي والدولي ممارسة فاعلة.
قصي المحمد