أثر برس

توتر أمني في التنف.. أمريكا تطرد “الطلاع” والحضن التركي جاهز

by Athr Press Z

 خاص|| أثر برس تشهد منطقة خفض التصعيد جنوبي سوريا المعروفة باسم “منطقة الـ 55 كم”، توتراً أمنياً نتيجة رفض قيادات “جيش مغاوير الثورة” تنحية قائدها السابق “مهند الطلاع” من منصبه، وتعيين “فريد حسام” بدلاً منه، بقرار من قيادة القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة “التنف”، ضمن قاعدة عسكرية غير شرعية تقطع من خلالها طريق “دمشق – بغداد”.

بحسب مصادر من مخيم الركبان، إن القرار جاء بصورة توحيد الفصائل والعمل السياسي في المنطقة نظراً لقبول “فريد حسام القاسم” من قبل وجهاء العشائر وما يعرف باسم “الهيئة السياسية”، إضافة لبقايا الفصائل المسلحة مثل “لواء شهداء القريتين – تجمع قوات احمد العبدو”، ممن رفضوا سابقاً الخروج نحو الشمال السوري، لكن المصادر تشير إلى كون “مهند الطلاع” الذي يمنح نفسه رتبة “عميد”، متورط بتهريب المخدرات نحو الأراضي الأردنية إضافة لتعامله التجاري شبه المعلن مع خلايا تنظيم “داعش”، المنتشرة في الأطراف الشمالية من “منطقة الـ 55 كم”.

وحسب المعلومات فإن “الطلاع” غادر نحو الأراضي العراقية بعد التواصل مع جهات عشائرية مجهولة حتى اللحظة، ويعتقد بأنها من عشيرة “البقارة”، التي ينحدر منها بهدف نقله نحو الأراضي التركية، حيث يمتلك عدداً من الاستثمارات في مدينة “أورفا” المقابلة لمدينة “تل أبيض” بريف الرقة الشمالي، وهي استثمارات أسسها عقب حل فصيل “جبهة الأصالة والتنمية”، الذي كان ينتشر في ريف دير الزور الشرقي كأحد أذرع حركة الإخوان المسلمين المسلحة في الداخل السوري.

وتؤكد المصادر أن مخيم الركبان الذي يقطنه حالياً نحو 7000 شخص، يعيش في حالة إنسانية سيئة بسبب ممارسات الفصائل المسلحة وعلى رأسها جيش “مغاوير الثورة”، المتحكم بمصادر وطرق نقل المواد الغذائية والأساسية إلى المخيم، الذي تحول إلى منازل طينية في محاولة من السكان للتعايش مع الظروف المناخية الصعبة في أقصى الجنوب الشرقي من سوريا، حيث تحولت إقامتهم لما يشبه الاعتقال القسري نتيجة لرفض الفصائل بدفع أمريكي لحلحلة ملف “مخيم الركبان”، وتفكيكه من خلال إعادة النازحين لمناطقهم الأصلية.

تتوقع المصادر عودة “مهند الطلاع” لمنصبه لكونه الأكثر قدرة على ضبط قادة “مغاوير الثورة”، لما كان يقدمه لهم من أموال نتيجة لأعمال التهريب، حيث يتخوف هؤلاء من قيام القائد الجديد الذي سيضم بقايا فصيله والفصائل الأخرى لـ “المغاوير”، بعزل موالي “الطلاع” من مناصبهم، وسيكون الأمريكيين أمام أحد خيارين يتمثلان؛ بإعادة “الطلاع” واعتبار عزله مجرد إشاعة، أو دعم “فريد حسام” بالقوة في قراراته الجديدة.

القوات الأمريكية كانت قد أبدت اهتماماً ملحوظاً في الآونة الأخيرة بزيادة عدد التدريبات المشتركة مع “مغاوير الثورة”، والدفع بعمليات تحصين جديدة للنقاط التي ينتشر فيها هذا الفصيل في محيط القاعدة غير الشرعية بمهام حراسة ومراقبة، وشملت هذه التدريبات العمل على منظومة صواريخ “هاميرس”، وإطلاق قذائف المدفعية والهاون، والرمايات البعيدة من الرشاشات الثقيلة، دون وجود أي نية للاشتباك مع خلايا داعش التي تنتشر شمال “منطقة الـ 55 كم”، وتتخذ منها نقاط تجمع آمنة، لشن هجمات على مناطق البادية الخاضعة لسيطرة القوات السورية.

المنطقة الجنوبية- محمود عبد اللطيف 

اقرأ أيضاً