أثر برس

توقعات بتصعيد متعدد الجبهات.. “إسرائيل” بدأت تحترز

by Athr Press Z

بعد حوادث متكررة شهدتها جبهة فلسطين المحتلة الشمالية والمناطق المحاذية لها، جددت التقارير العبرية الحديث عن تصعيد محتمل متعدد الجبهات في مواجهة الكيان الإسرائيلي.

وآخر هذه الحوادث كانت في سوريا، يوم الخميس الفائت بتاريخ 25 أيار الجاري، حيث تعرضت مسيّرة درون تابعة لـ”الجيش الإسرائيلي” لإطلاق نار من أسلحة خفيفة من داخل الأراضي السورية، وذلك بعد خرقها الأجواء السورية “بمهمة جمع معلومات” وفقاً لما أكده المتحدث باسم جيش الاحتلال “أفيخاي أدرعي”.

وكذلك في الجبهة اللبنانية، أجرى “حزب الله” قبل أسبوع مناورات عسكرية تحاكي اقتحام أراضي فلسطين المحتلة، وذلك في بلدة عرمتى -على بعد نحو 20 كلم من حدود فلسطين المحتلة- ونقلت حينها قناة “I24” العبرية عن محللين تأكيدهم أن هذه المناورات تأتي في إطار “الحرب النفسية” في مواجهة الكيان الإسرائيلي، مؤكدة أن “الجانب الإسرائيلي” رصد في هذه المناورات جودة الأسلحة التي يملكها حزب الله، لافتة إلى أن “هذه التدريبات تأتي في وقت حسّاس للغاية تمر فيه المنطقة”.

وعلّق مدير المخابرات العسكرية في جيش الاحتلال “أهارون حليفا” على هذه المناورات بقوله: “التهديدات المزدادة من الحدود الشمالية للبلاد أصبحت محفوفة بالمخاطر”.

“إسرائيل” تنفّذ واحدة من أكثر العمليات اللوجستية تعقيداً

كما تناولت التقارير العبرية جاهزية “الجيش الإسرائيلي” لمثل هذا التصعيد واحتمالية حدوثه، من الجبهات الثلاثة “سوريا- فلسطين- لبنان”، والإجراءات التي يمكن إجراؤها لمواجهة التصعيد المحتمل بحقه، ولفتت في هذا الصدد صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إلى أن “الجيش الإسرائيلي” يستخدم منطاداً في منطقة الجليل لرصد دخول أي طائرة عبر الحدود.

ووصفت الصحيفة المنطاد بـ”الأكبر” في العالم، بطول يبلغ 117 متراً ومزود بكاميرات خاصة وأجهزة الكمبيوتر ورادارات، مشيرة إلى أن المنطاد يراقب الطائرات في مطار دمشق الدولي والعمق اللبناني.

وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن “إطلاق البالون لم يكن سهلاً، وهي واحدة من أكثر العمليات اللوجستية تعقيداً التي عرفها سلاح الجو الإسرائيلي في العقد الماضي”، موضحة أن طواقم أمريكية وصلت إلى فلسطين المحتلة لتجميع البالون الذي “يراقب ويرى الشرق الأقصى في بعد مئات الكيلومترات في عمق أراضي العدو”.

“الإسرائيليون” يشككون بقدرات “الجيش الإسرائيلي”:

نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية مقالاً تساءلت فيه عن مدى جاهزية الكيان الإسرائيلي للتصدي لأي تصعيد محتمل، مشيرة إلى أنه “على الرغم من تحذيرات جهاز الدفاع من احتمال نشوب صراع في لبنان يمكن أن يتصاعد إلى حرب متعددة الجبهات، يبدو أنه لا يوجد أي نقاش فيما يتعلق بالسياسة وبناء القوة والاستعداد”، مشيرة إلى أن “إسرائيل تخشى من الحرب لدرجة أنها تبنت الخطوط الحمراء التي حددها أمين عام حزب الله حسن نصرالله بالكامل، حيث يؤدي أي عمل في الأراضي اللبنانية أو قتل رجاله إلى رد فعل”.

وكذلك أشار تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إلى أن الثغرات الموجودة في “النظام الإسرائيلي” والتي برزت من التوترات التي شهدتها “إسرائيل” في الأيام القليلة الفائتة، حيث شهدت فلسطين المحتلة قبل أسابيع قليلة تصعيداً بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، لافتة إلى أن هذه العملية كشفت عن فجوة كبيرة في قدرة “إسرائيل” على  التنسيق بين أجهزتها الأمنية والعسكرية، مؤكدة أن “بعد هذه العملية تضررت مكانة إسرائيل الدبلوماسية من حقيقة أن القدس تفتقر إلى استراتيجية لغزة، والقضية الفلسطينية عموماً، وهذا النقص في الاستراتيجية له تأثير ضار في جميع الجوانب الأخرى لأداء الدولة، بما في ذلك الدبلوماسية العامة”.

الحروب ليست عسكرية فقط

لم تعد الحروب العسكرية هي الوحيدة في المنطقة، حيث باتت القوى المختلفة في العالم تستخدم أساليب أخرى بالحروب وتعمل على تطويرها كالحرب النفسية والسيبرانية، وفي هذا السياق، أشار تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية إلى وجود مخاوف لدى الكيان الإسرائيلي من تطور قدرات أعدائه السيبرانية، لافتة إلى أن “هناك حديثاً في جيش الدفاع الإسرائيلي يفيد بأن هناك ثلاث ظواهر سينمو تأثيرها في ساحة القتال: الذكاء الاصطناعي والهجمات الإلكترونية واستخدام أساليب الحرب النفسية، في محاولة متبادلة تقوض وعي العدو وروحه القتالية، وتدفق بعض هذه الأساليب إلى المجال الأمني من المجال السياسي، والنتيجة هي أنه في المستقبل القريب سيجد الناس في الديمقراطيات صعوبة مزدادة في التمييز بين الأخبار الحقيقية والكاذبة”.

تعدد أنواع الحروب وأشكالها هي واحدة من العوامل التي باتت تهدد أمن الكيان الإسرائيلي، ومن جملة هذه العوامل أيضاً هي التصعيد متعدد الجبهات، الذي تم تطبيقه عملياً في نيسان الفائت، عندما تم استهداف فلسطين المحتلة من سوريا ولبنان وغزة، ما جعل الكيان الإسرائيلي يُدرك أن المواجهة انتقلت إلى مرحلة جديدة، وأشار إلى هذا التطور مدير المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، قبل أيام قليلة بقوله: “استخدام القوة في الشمال في كل من لبنان وسوريا قد يؤدي إلى تصعيد واشتباكات في نطاق واسع للغاية”، وكذلك لفتت صحيفة “يديعوت أحرنوت” إلى أن “الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تكون الحرب القادمة هي مواجهة متعددة الجبهات، مع هجمات مشتركة تنفذها آلاف الطائرات وصواريخ الكروز”.

أثر برس 

اقرأ أيضاً