عقد اليوم الجمعة الرئيس بشار الأسد، مع نظيره الصيني شي جين بينغ، قمة وتم خلالها توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بين البلدين.
وشملت الاتفاقية ثلاث وثائق هي: اتفاق تعاون اقتصادي، ومذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، ومذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق” وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.
وأكد الرئيس الصيني أن هذه الاتفاقية ستكون حدثاً مفصلياً ومهماً في تاريخ العلاقات الثنائية في وجه الأوضاع الدولية غير المستقرة.
وأضاف “نحرص على بذل جهود مشتركة بشكل مستمر لتبادل الدعم الثابت بين البلدين وتعزيز التعاون فيما بينهما للدفاع عن العدالة والسلم الدوليين” مؤكداً أن “العلاقات السورية – الصينية صامدة أمام تغيرات الأوضاع الدولية منذ 67 عاماً وما زالت الصداقة بين البلدين راسخة مع مرور الزمن”.
بدوره، قال الرئيس بشار الأسد، خلال القمة: “أتمنى أن يؤسس لقاؤنا اليوم لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات، ليكون جسراً إضافياً للتعاون يتكامل مع الجسور العديدة التي بنتها الصين”.
وأكد الرئيس الأسد، أن “هذه الزيارة مهمة بتوقيتها وظروفها حيث يتشكل اليوم عالم متعدد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار، ومن واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد”.
وتابع “نتطلع بأمل لدور الصين البناء على الساحة الدولية ونرفض كل محاولات إضعاف هذا الدور عبر التدخل في شؤون الصين الداخلية أو محاولات خلق توتر في بحر الصين الجنوبي أو في جنوب شرق آسيا”.
ووصل الرئيس الأسد، وعقيلته إلى الصين، بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أرسل الرئيس الصيني طائرة رئاسية خاصة لتقل الرئيس الأسد وعقيلته والوفد المرافق لهما، وأقيمت مراسم استقبال رسمية في مطار خانجو الدولي، حيث كان في استقبال الرئيس الأسد وزوجته وزير التجارة وانغ وينتاو، ونائب رئيس المجلس الاستشاري في مقاطعة تشجيانغ جونغ شي وي، والسفير الصيني بدمشق وعقيلته.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أن الصين ترى في زيارة الرئيس الأسد فرصة لدفع العلاقات مع سوريا إلى مستوى جديد، مؤكدة أن هذه الزيارة ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين.
يشار إلى أن هذه الزيارة هي الأولى للرئيس الأسد، منذ عام 2004، ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً أكدت خلاله أن هذه الزيارة تتزامن مع محاولات الصين تقديم نفسها كدولة مؤثرة ومهمة في الشرق الأوسط، وكشريك للدول التي ترفضها الولايات المتحدة والغرب.
وحول احتمال مشاركة الصين في عملية إعادة الإعمار في سوريا، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه “من غير المتوقع أن تضع الصين شروطاً سياسية مقابل المساهمة في إعادة إعمار سوريا، فقد دعمت موقف الدولة السورية إلى جانب روسيا، واستخدمت الفيتو في مجلس الأمن”.