أثر برس

“تولد الإرادة من رحم الأنثى”.. عسل شامية مشروع أبطاله من “متلازمة داون”

by Athr Press B

خاص|| أثر  “تولد الإرادة من رحم الأنثى” هكذا بدأت رانيا شامية حديثها مع “أثر برس” وهي تصف فريقها بالعائلة المحبة وهم المصابين بـ “متلازمة داون” الذين يعملون معها بكل محبة في مشروعها “عسل شامية”، الذي لمع اسمه فكان تمرداً على الواقع، وخروجاً عن المألوف.

وتوضح شامية لـ “أثر” أن الفريق الذي شكلته منذُ 6 سنوات، يحب المرح والرقص كثيراً، وكانت بدايتها معهم في رياضة الزومبا، إذ شاركوا في عروض مسرحية كثيرة في مراكز ثقافية عدة.

وبعد تخرجها في كلية الزراعة، ذكرت شامية أنها بدأت تتدرب على مجال تربية النحل ثم عملت لتدريب فريقها على الأمور السهلة، مضيفة: “كبرنا سوا ولا أملك أصدقاء غيرهم”.

وفي يوم من الأيام نصحتها إحدى الأمهات أن تدخلهم سوق العمل، وبدأت شامية رحلة تجارة جديدة تدر لها مردوداً مادياً لا بأس به، متابعة: “الهدف من العمل في تربية النحل هو العائد المادي، ودمج المصابين بمتلازمة داون مع العالم الخارجي، وزيادة ثقتهم بنفسهم ومحاولة إبعادهم عن النمطية والانطوائية”.

وأضافت شامية أنهم بعد مدة من تدريبهم بدؤوا تنظيم فعاليات ونشاطات كثيرة، وشاركوا بمعارض عدة، وبعدها دخلوا رسمياً في سوق العمل، وكانت أول خطوة لهم ارتداء بدلة العمل في أثناء التعامل مع النحل، وكيفية التعامل مع إطارات النحل، وأكملت: “بعض أعضاء الفريق ترددوا بالمشاركة بسبب الخوف كونها تجربة جديدة لهم، لكن بكلمات مشجعة ودعم معنوي تغلبوا على الخوف، إضافةً إلى تعليمهم طريقة البيع والتسويق والتعامل مع الزبون”، مع الإشارة إلى أن فريقها حالياً يتكون من 20 شخصاً.

وعن طريقة التعامل معهم، بيّنت شامية أنهم يستوعبون وينسجمون معها بكل سهولة، وكان التعامل معهم بالحوار ممتعاً، أما في بعض الأوقات تكون شامية صارمة معهم، أي أنه يوجد وقت مخصص للعب وآخر مخصص للعمل.

وتابعت، أنه مع مرور الوقت تطور العمل وكان إنتاجهم منحلة واحدة فقط، أما في الوقت الراهن يزيد الإنتاج على 15 منحلة، وكان الإنتاج عسل فقط، أما حالياً أصبح الإنتاج غبار الطلع فتمكنوا من صناعة صابون من العسل، وشوكولا من العسل، قائلةً: “لا توجد أي صعوبة في التعامل معهم في سوق العمل، ولكن الصعوبة التي واجهتني نظرة المجتمع إليم، لهذا يجب أن يتم تنسيق ندوات مستمرة لتوعية المجتمع طريقة التعامل معهم”.

وعن الصعوبات التي واجهتها في هذا المشروع، أوضحت شامية أنها لا تؤمن بوجود عمل مخصص للرجال أو للنساء، فأهلها كانوا الداعمين الأوائل لها، ولكن الصعوبة الوحيدة التي واجهتها في البداية هي نسبة مبيع العسل كانت ضئيلة جداً، ويوجد كثير من المنافسين في السوق وتوجد أسماء معترف فيها شبه عالمي، ومع الوقت من الترويج للمنتج كسبت ثقة الزبون وأصبحت نسبة المبيع تتحسن أكثر فأكثر.

ولفتت شامية إلى أنها الآن تعطي دورات تدريبية في الأمانة السورية منذُ 3 سنوات فضلاً عن أنها متطوعة في فريق “صانعات الخضراء”، معربة عن أملها بأن تدخل مجال صناعة المحتوى المتعلق بتربية النحل، ومنتجات النحل وتدمج فريقها في هذا المشروع، بالإضافة إلى فتح محل لتوظف فيه أشخاصاً من متلازمة الداون.

وتبلغ رانيا شامية من العمر 26 عاماً وهي حائزة إجازة في الهندسة الزراعية، وماجستير قيد الإنجاز في تربية النحل، وحائزة شهادة الباسل للتفوق الدراسي، ومدير عام في مؤسسة شامية التجارية، وصاحبة ماركة عسل شامية، ومحاضرة في كلية الهندسة الزراعية، ومدربة في الأمانة السورية للتنمية ومراكز ومؤسسات عدة في مجال تربية النحل، وعضو في نقابة المهندسين الزراعيين وعضو في نقابة الطب البيطري وحائزة شهادة في العلاج بمنتجات النحل من نقابة الطب البيطري، وعضو في اتحاد النحالين العرب.

ديما مصلح

اقرأ أيضاً