صدرت تصريحات التي وصفها أغلب المراقبون والمحللون بالمتناقضة من قبل المسؤولين الأتراك والأمريكان حول معركة عفرين، أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل “غصن الزيتون” وما بعدها، وكيف يمكن أن تؤثر نتائج هذه المعركة على مستقبل سوريا بشكل عام؟، كما اعتبر بعض المحللين أن هذه المعركة كشفت سياسات جديدة على الساحة السورية من قبل قوى أجنبية موجودة فيها.
فاعتبرت صحيفة “نيزافيستا غازيتا” الروسية أن تركيا مجبرة في النهاية على الانصياع لأمريكا ولمخططاتها في سوريا التي تصفها بالتقسيمية، وبالعالم أجمع، وعبرت عن هذا قائلة:
“التصريحات الصاخبة، على الرغم من أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من خطاب أردوغان الشعبوي، فهي تستند إلى مخاوف حقيقية من عقوبات أمريكية محتملة ضد عدد من البنوك التركية والسياسيين الرفيعي المستوى الذين أشير إليهم أثناء التحقيق، وترى الدوائر الحاكمة في تركيا أن هذا الاحتمال يشكل عامل ضغط على أردوغان”.
وفي صحيفة “كوريير” الروسية أيضاً يخلص الكاتب إلى أن تركيا ستترك في النهاية قاعدة لها في عفرين، لعدم كفاءة حلفاءها باستلامها في حال انتهت المعركة لصالحهم، حيث ورد في الصحيفة:
“في أنقرة، يعون جيداً أن احتلال المواقع السكنية في عفرين، لن يؤدي إلى هزيمة وحدات حماية الشعب، سيتم تخفيض نشاط العدو، ولكن الأكراد والأسلحة المضادة للدبابات لن تذهب بعيداً إلى أي مكان، ولإبقاء المدن والبلدات تحت السيطرة، ستكون هناك حاجة لحاميات، ما يعني ضرورة مراقبة الطرق، ودوريات مستمرة، ولا يجوز تسليم ذلك كله للجيش السوري الحر فمستوى تدريبه وانضباطه منخفضان جداً، ولذلك ففي عفرين سوف تضطر أنقرة إلى إبقاء وحدة تركية”.
ورأت صحيفة “العرب” اللندنية أن معركة عفرين اكشفت العديد من التناقضات بين قوتين أجنبيتين على أرض سورية وتشتركان في عدة أهداف، فقالت:
“كشفت عملية عفرين نواقص وتناقضات السياسة الجديدة خصوصاً في عدم التوفيق بين حليفين وفي ما يتعلق بالاحتفاظ بتواجد عسكري دون خوض نزاع أوسع، يقودنا ما سبق إلى محاولة تقييم الاستراتيجية الجديدة ومقدار الإبهام فيها وبالتالي فعاليتها وقدرتها على صياغة خطة غربية مشتركة يكون لها وزنها في مرحلة تصفية “الحروب السورية” ودورها الحاسم في التوازنات الإقليمية”.