خاص|| أثر برس تعرضت مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائلها في ريف حلب الشمالي، إلى موجات من القصف الصاروخي الذي استهدف مناطق وسط المدينة.
ففي تمام الساعة الثالثة من عصر أمس الأربعاء، سقط ما يزيد عن /15/ صاروخاً ضمن الأحياء السكنية، وخاصة منها الواقعة وسط المدينة كشارع “الفيلات”، ما أدى إلى فقدان ثلاثة مدنيين لحياتهم، بينهم امرأة وطفل، فيما سجل إصابات العشرات من قاطني المدينة، سواء من المدنيين أو من مسلحي فصائل تركيا.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً من الصواريخ التي أطلقتها “الوحدات الكردية” المنتشرة في عدد من مناطق ريف حلب الشمالي، سقط على مسافات قريبة من مشفيي “عفرين” وديرسم” وسط المدينة، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية محدودة بمشفى “ديرسم” الجراحي، فيما سقط صاروخ بشكل مباشر داخل محطة للوقود، ما أدى إلى انفجارها واحتراقها بشكل كامل، حيث تم انتشال جثة أحد العاملين في الكازية بشكل متفحم.
وبينت المصادر خلال حديثها لـ “أثر”، بأن حصيلة الضحايا ما تزال مرجحة للارتفاع، في ظل وجود حالات خطرة ما تزال ترقد في المشافي لتلقي العلاج، بعد خضوعها لعمليات جراحية معقدة، منوهة بأن الأضرار المادية التي لحقت بمنازل وممتلكات المدنيين كانت جسيمة جداً.
ومع حلول الساعة الرابعة ونصف تقريباً من مساء أمس، تجدد القصف الصاروخي على مدينة عفرين بالطريقة ذاتها، ولكن بوتيرة أخف نسبياً، عبر رشقة من الصواريخ التي سقطت وسط المدينة، وخلفت مزيداً من الأضرار المادية بممتلكات السكان، إلى جانب دمار جزئي لحق بأحد مقرات المسلحين الموالين لتركيا.
وفي أعقاب قصف عفرين، عملت القوات التركية على تصعيد استهدافاتها باتجاه القرى والبلدات الواقعة ضمن مثلث “عفرين- إعزاز- تل رفعت”، فاستهدفت قرى “مرعناز” و”العلقمية” و”عين دقنة” و”البيلونية” و”دير جمال” و”كشتعار” و”المالكية”، بعدد كبير من القذائف المدفعية، التي سقط جلّها بين منازل المدنيين، بعيداً عن مناطق انتشار الوحدات الكردية، ما أسفر بالنتيجة عن أضرار مادية، دون تسجيل خسائر بشرية بين الأهالي.
كما أطلقت القوات التركية، طائرة مسيرة مذخرة بالقنابل مساء أمس، باتجاه أطراف بلدة “تل رفعت”، إلا أن “الوحدات الكردية” تمكنت من إسقاط الطائرة قبل وصولها إلى هدفها.
ويعد استهداف مدينة عفرين بشكل مباشر، الثالث من نوعه الذي تشهده المدينة خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث كان سبق وأن قصفت “الوحدات الكردية- قوات تحرير عفرين” المدينة مرتين، ما أسفر آنذاك عن سقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين بين المدنيين، فيما تستمر تركيا باعتداءاتها وانتهاكاتها بشكل مستمر باتجاه مختلف قرى ريف حلب الشمالي الخارجة عن سيطرتها، عبر عمليات قصف يومية بالقذائف المدفعية، التي تُخلّف إصابات وأضرار مادية بالجملة بين صفوف المدنيين.
في سياق متصل، قضت طفلة وأصيب كامل أفراد عائلتها بجروح متفاوتة، جراء سقوط قذيفة مدفعية على منزلهم منتصف الليلة الماضية، أثناء قصف مدفعي متبادل بين مسلحي “قسد” من جهة، ومسلحي تركيا من جهة ثانية، على محور قرية “الكريدية” الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي بريف حلب الشمالي الشرقي.
زاهر طحان