أتمت العوامية في السعودية يومها الثمانين من الحصار، وذلك بعد أن دخلت معدات هدم عملاقة مع آليات عسكرية منطقة “المسورة التاريخية” في القطيف بحجة تطوير الحي، يوم الأربعاء العاشر من أيار، إلا أن الأمور اتخذت مساراً أخراً وأصبح التطوير آخر ما يشغل بال السلطات السعودية.
حيث قامت القوات السعودية بإطلاق نار كثيف على أهالي القطيف بحجة أن معدات الهدم تعرضت لإطلاق نار من قبل من وصفتهم بـ “الإرهابيين”، لتأخذ العملية في أول أيامها مساراً أخراً، حيث صرّحت القوات السعودية بأن هدف العملية هو إجبارهم المواطنين السعوديين على الرحيل من منازلهم دون الحصول على تعويض، ويقول بعض الأهالي: “إن هدف آل سعود هو إفراغ القطيف كاملة من أهلها وسكانها”.
في اليوم الأول للهجوم قضى مواطن ومقيم هندي برصاص قوات الأمن، فيما أصيب 19 آخرين، ومنعت السلطات سيارات الاسعاف والصحفيين من دخول البلدة، فيما شنت القوات الأمنية عمليات اعتقال عشوائية لم يسلم منها الأطفال، وبعدها تطورت الأوضاع حيث بدأت السلطات باستخدام قذائف “الآر بي جي” لاستهداف المنازل بصورة عشوائية، فيما ادعت السلطات أن قذيفة “آر بي جي” أصابة إحدى عربات القوات الأمنية مما أدى إلى مقتل جندي.
وسرعان ما تطور الأمر لتتحول عملية التطوير إلى عملية عسكرية وحصار على العوامية، حيث حوصرت البلدة بالكتل الخرسانية وتم نشر القناصة، فيما استخدمت الأسلحة المتوسطة والثقيلة في استهداف منازل المواطنين، فيما تم قطع التيار الكهربائي عن عدد من الأحياء، وهو ما دعا الأمم المتحدة لتوجيه نداء طالبت فيه بوقف هدم حي “المسورة” فوراً، معتبرة أن العملية تنتهك حقوق الإنسان.
وقال رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي: “إن العوائل القريبة من التواجد العسكري في العوامية محاصرة بمنازلها تحت هدير القنابل والمدافع والقناصين، يخشون التحرك بعد وجود ضوء أخضر لقتل المدنيين”.
خلال الأيام الـ 80 الماضية قضى أكثر من 26 مواطناً سعودياً، نتيجة استهدافهم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وإطلاق النار العشوائي عليهم، بالإضافة إلى مقتل اكثر من 10 عمال أجانب ذنبهم الوحيد سكنهم في هذه المناطق التي تحاصرها السلطات السعودية.
يذكر أن القطيف بشكل عام والعوامية بشكل خاص تعيشان اضطرابات أمنية منذ مدة تزيد عن 80 يوماً، ولاسيما أن الأوضاع الإنسانية صعبة فيهما، فالكهرباء مقطوعة عن هذه الأحياء رغم حرارة الجو المرتفعة.