سقط “المعلّق” وسقطت معه مئات الآلاف من الذكريات، بعد أن تسبب قصفه بتدمير الأسلاك الحاملة لجسمه في أيار من عام 2013، ما أدى إلى انهياره بشكل كامل، بينما بقيت الدعامات شاهدة على تلك الواقعة حتى اليوم.
الجسر المعلق في مدينة دير الزور شرق سوريا “ليس جسراً يحملك بين السماء والأرض فقط، وإنما هو مساحة من الروح تلملم بين ضفتي ألمك وأملك “على حد تعبير أهالي المدينة.
فلا يخلو بيت من ذكريات قضاها بين ثنايا الجسر، حيث تروي الذاكرة جماعية في المدينة وتستحوذ على تفاصيل شخصية متفردة تجمع بين الناس بكثير من الجمال والحنين.
الجسر الذي اكتمل بناؤه بـ 1931 وأنير لأول مرة في الأربعينيات من القرن التاسع عشر لتنعكس أنواره ليلاً على مياه النهر الملونة بألوان في غاية الجمال، ويمتاز هذا الجسر العظيم بركائزه الأربعة الباشقة ، تربطها ببعضها قضبان معدنية فولاذية قاسية ربطت بعضها ربطاً محكما ً وجميلاً بأسلوب هندسي بديع ، ويبلغ ارتفاع كل ركيزة 36م ، أما طول الجسر فيبلغ 450 متراً وعرضه 4 أمتار .
إعادة بناء الجسر، حلمٌ يراود الكثيرين من أهالي المحافظة الذي ارتبط وجوده بذاكرة أهالي دير الزور وزوار المحافظة على حدٍ سواء.