أثر برس

ثمّة سيناريوهات عسكرية قابلة للتنفيذ بين سوريا وتركيا.. لماذا تحتاج عملية التقارب إلى وقت؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس في ظل الحالة الضبابية التي تخيم على نتائج عملية لمسار التقارب السوري- التركي بوساطة روسية- إيرانية، تؤكد معظم التسريبات الصحفية وتصريحات مسؤولي الدول الأربعة أن مسار التقارب السوري- التركي مستمر ومقبل على تطورات عدة، وأنه مسار استراتيجي وليس وليد ظروف سياسية معينة.

إنجاز التقارب السوري- التركي هي غاية تطمح إليها الدول الأربع “سوريا وتركيا وإيران وروسيا” بخلاف الدوافع؛ ففي الوقت الذي ترغب أنقرة بإنجازه في أسرع وقت وقبل الانتخابات الرئاسية التركية، تؤكد دمشق أن عامل الوقت لا يعنيها وأن أولويتها هي عودة المناطق التي تسيطر عليها تركيا لسيطرتها، وفي هذا السياق يؤكد الخبراء أن الانسحاب لا يمكن أن يحدث بالكامل في المدى المنظور، وفي هذا السياق أضح الخبير الاستراتيجي والعسكري كمال الجفا في حديث لـ”أثر” قائلاً: “بتقديري الشخصي فإن تركيا لن تعطي سوريا تعهد بانسحاب من الأراضي التركية خطياً وفوق الطاولة بأي شكل من الأشكال وفي هذه الظروف، سيما وأن تعهد كهذا لا يصب في مصلحة أردوغان في الانتخابات التركية”، مضيفاً أن “عملية الانسحاب لا تصب في مصلحة سوريا ولا في مصلحة تركيا بسبب ما يمكن أن تحدثه من فراغ ميداني وأمني، وإنما عملية التنسيق بين الأطراف الأربعة في تأمين الانسحاب وتأمين دخول الجيش السوري والتطبيع التدريجي تصب في نظرية رابح رابح”.

ما السيناريو العسكري المقترح؟
وعن السيناريوهات العسكرية المتوقعة مستقبلاً أكد الجفا أنه “يمكن أن تجري تركيا مبادرة حسن نية في إنجاز الانسحاب من الجزء الجنوبي من طريق M4، وتنكفئ القوات التركية إلى الشمال مسافة 6 كم”، مضيفاً أنه “سيتم في البداية تسيير دوريات رباعية وثنائية، وتعمل هذه الدوريات في مدد زمنية محددة على تأمين انسحاب فصائل المعارضة المسلحة من جنوب M4″.

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي في حديثه لـ”أثر” أن هذا السيناريو يصب في المصلحة السورية لأن هذه المنطقة -جنوبي الـM4- تتيح للدولة السورية السيطرة على مدن هامة واستراتيجية وتتيح لها أيضاً السيطرة على الطريق الدولي بالكامل وإنهاء وجود فصائل المعارضة المسلحة في كل مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب وهذا إنجاز استراتيجي انتظرناه منذ سنوات”.

لماذا ستطول عملية التقارب إذاً؟

وجود حلول عسكرية بين الجانبين السوري والتركي قد توحي أن مسار التقارب بين دمشق وأنقرة سيكون سريعاً بوصف أن الملفات العسكرية من أكثر الملفات الشائكة في مسار التقارب، إلا أن التقديرات تؤكد وجود عدد من التراكمات التي خلفتها السنوات الـ12 الفائتة كوجود الفصائل المسلحة أو تدمير البنى التحتية وغيرها، وقال الجفا، في هذا الصدد: “ما راكمته الأزمة من صراع مستدام في عشر سنوات وما أحدثته من تدمير للبنية التحتية ووجود فصائل مسلحة، خلق تداعيات تحتاج معالجتها إلى جهد محلي ودولي وإقليمي ويحتاج إلى أموال ويحتاج إلى تسويات وعمل مضن سيستمر سنوات”.

ماذا عن وجود “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” المدعومة أمريكياً؟

يؤكد الجفا أن ما ذُكر يشمل مناطق سيطرة تركيا و”هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها)” فقط، لافتاً إلى أن ملف “قسد” هو ملف منفصل تماماً نتيجة تدخل الإدارة الأمريكية في هذا به تدخلاً كبيراً.

وأشار الجفا إلى الدور الذي يمكن أن تؤديه الإمارات والسعودية في حل ملف “الإدارة الذاتية”، حيث قال: “التقارب السوري مع السعودية يؤدي إلى سحب ورقة هامة جداً من أيدي قسد وهم المقاتلون والعشائر العربية والذين يشكلون 88% من عدد مقاتلي قسد وهؤلاء تستطيع السعودية والأردن والإمارات والعراق التأثير فيهم بسبب الدور العشائري وبسبب الدور المالي المتراكم منذ سنوات، وقد تتوصل إلى تفاهمات تسوية أو مصالحات بينهم وبين الدولة السورية ما يؤدي إلى تقويض جذري لقوة قسد وقدرتها على البقاء والاستمرار في حكم هذه المناطق”.

سبق أن أكدت تسريبات أن مسألة التقارب السوري- التركي باتت محسومة، أما المفاوضات والمباحثات في هذا السياق فستأخذ مساحتها الزمنية اللازمة مهما طالت لإنجازها في أكمل وجه وبطريقة تناسب تطلعات كل من سوريا وتركيا.

زهراء سرحان 

اقرأ أيضاً