رحل رائد السينما الوثائقية المخرج اللبناني جان شمعون عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاماً بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً رفيقتي دربه زوجته المخرجة مي المصري والكاميرا.
إذ انطفأ بغياب المخرج جان شمعون مساراً مختلفاً للسينما اللبنانية، من ذاكرة الحرب الأهلية، والاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية والجوانب الإنسانية الني كانت في صلب مشروعه الوثائقي.
أخرج شمعون أفلاماً وثائقية عدّة، كانت البداياتمع الوثائقي “تل الزعتر”، وتبعه الكثير من الأفلام أهمها: “أنشودة الأحرار”، “رهينة الانتظار”، فضلاً عن أعمال مشتركة التي قدّمها مع زوجته منها: “تحت الأنقاض”، “بيروت جيل الحرب”، “يوميات بيروت”، وأخرج أول فيلم روائي له في العام 2000 وهو “طيف المدينة”.
كما قدم مع الفنان زياد الرحباني برنامجاً إذاعياً “بعدنا عايشين قول الله”، تناول فيه الوضعين السياسي والاجتماعي لبنانياً وعربياً بأسلوب لاذع وساخر، لا يزال اللبنانيون يذكرونه إلى اليوم.
ودارت أعمال جان شمعون حول الحرب، وجنوب لبنان خلال الاحتلال، والقضية الفلسطينية وتأثير هذه القضايا على الفرد، والطفل، والمحارب، والمرأة.
وعرضت أعماله في أكثر من 100 بلد في العالم، وحصدت جوائز عالمية أبرزها جائزة “لوكينو فيسكونتي” الإيطالية عن مجمل أعماله.
واليوم رحل جان شمعون، صاحب الرؤيوية الشعبية في السينما اللبنانية الذي كان يصر على أنَّ السينما إن لم تكن “ملتصقة” بهموم الناس وواقعهم ومشاكلهم اليومية، فهي “ليست بسينما”.