خاص || أثر برس رغم أنه أحيل إلى التقاعد بعد أن أنهى سنوات خدمته الوظيفية كموجه تربوي في مدرسة الشهيد محمد كامل صالح المهنية في مدينة جبلة، إلا أن المعلم “وفيق علي زيود” لا يزال يحرص على الذهاب يومياً إلى المدرسة التي بقيت جزءاً من حياته لسنوات طويلة، والتي لم تنته بانتهاء الخدمة.
يقول زيود في حديث مع “أثر برس”: “في كل صباح أقصد المدرسة التي قضيت فيها أجمل سنوات عمري مثل أي معلم مرتبط بدوام محدد في الذهاب والإياب، وذلك للاطمئنان على زملائي الذين تجمعني بهم أحلى الذكريات، ولمواصلة الاعتناء بالأشجار التي زرعتها مع زملائي القدامى”.
وأضاف زيود: بعض المعلمين من أبناء جيلي يرفضون أحياناً فكرة ذهابي إلى المدرسة والاهتمام بحديقتها بعد التقاعد، ويطلبون مني الراحة والاسترخاء في البيت بعد سنوات العمل، لكنني دائماً أعرب عن رفضي للفكرة بوصفها ليست هي الحل الأمثل للإنسان عندما يصل للتقاعد.
وعلل زيود موقفه بأنه يرفض أن يتحول إلى شخص عاطل عن العمل، ولو كان ما يفعله هو التردد إلى المدرسة للاعتناء بالأشجار التي باتت تشكل ذاكرة راسخة في وجدانه تربطه بزملاء الماضي وبالذكريات التي يريدها أن تبقى حاضرة لا يغيبها التقاعد.
وأشار زيود إلى أنه منذ عام 2004 بدأ العمل مع إدارة المدرسة على زراعة الحديقة والاهتمام بها، وقال: “اختصاصي كموجه لطلاب المرحلة الثانوية ساعدني أن أقوم بواجبي والاهتمام بالحديقة التي قمنا بزراعتها بمختلف بكافة الأنواع من زيتون ورمان والبرتقال والياسمين والورد الجوري”.
ورغم إحالته إلى التقاعد في عام 2017 ، يؤكد زيود أنه بقي محافظاً على الاستمرارية بالدوام اليومي مع اختلاف أمر بسيط وهو الاهتمام فقط بالحديقة دون مزاولة عمله كموجه ويضيف: “أنا متقاعد من الوظيفة ولكني لست عاطلاً عن الحياة”.
باسل يوسف – اللاذقية