خاص || أثر سبورت
هل كنا نحتاج لكل تلك الدراما ولهذه الأحداث الشيقة حتى يقتنع أصحاب القرار الكروي أن مشاركة ناديي جبلة وتشرين في كأس الاتحاد الآسيوي هي تمثيل لكل الوطن وليس لهم فحسب، وبالتالي لم يكن من داع لإخراج ما حدث على طريقة الأفلام الهندية، حيث جاء البطل ممتطياً صهوة جواده الأبيض لينقذ عروسه من براثن الأعداء ويمضي بها إلى حيث الهناء والسعادة.
بعد اجتماعات واستشارات واتهامات تم الاتفاق أخيراً على السماح للاعبين المحليين بالمشاركة مع ناديي تشرين وجبلة بالبطولة المذكورة على أن يعودوا لأنديتهم فور انتهائها وهكذا انتهت الأمور و(يا دار ما دخلك شر)، وكان من الممكن أن يحدث كل ذلك منذ بداية الأمر بدون هذه الدراما التي لم يكن هدف لها إلا إظهار البطل ليستعرض بطولاته أمام الجمهور وينال التصفيق والاستحسان ويسجل لنا أننا أبطال بالدراما كما أننا أبطال في تجيير القوانين الرياضية لصالحنا (نمطها ونقصها حسب مصالحنا)، حيث كان باستطاعة أصحاب القرار ترحيل مباريات الكأس لما بعد البطولة ومن ثم سلقها كعادتنا عندما نريد إنجاز أمر ما بسرعة كما حدث في مباريات الدوري حيث كان الفريق يلعب ثلاثة مباريات في أسبوع.
قرار مجهول:
مصدر في لجنة تسيير الأمور قال لـ “أثر سبورت” إن الأمور تم حلها وبالتالي سيشارك اللاعبون الذين طلبهما ناديا تشرين وجبلة معهما في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وأكد أن الأمور ضمن الأنظمة والقوانين وسيعود اللاعبون بعد انتهاء البطولة لأنديتهم ليشاركوا معها في كأس الجمهورية، أي أنه سيتم إعارتهم لمدة عشرين يوماً فقط لناديي تشرين وجبلة لتكون هذه الإعارة واحدة من أقل الإعارات في تاريخ كرة القدم إن لم تكن أقلها على الإطلاق، ولنستمر بذلك في تسجيل ماركات مسجلة باسمنا في اللعبة الشعبية الأولى، والغريب أن المصدر لم يذكر لنا من هو المجهول أو فاعل الخير الذي طلب من اللجنة ذلك حتى نتشكره على فعلته.
تشرين يدعم صفوفه:
ودعم تشرين صفوفه بلاعب الوثبة ولاعبه السابق كرم عمران وبلاعبي الجيش محمد الواكد هداف الدوري وخطاب مشلب وبلاعبيه السابقين الليث علي لاعب الفتوة الحالي وأحمد حاتم لاعب الحرجلة وتامر حاج محمد من الكرامة.
وسيلعب تشرين في المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبه الرفاع الشرقي البحريني والنجمة اللبناني وهلال القدس الفلسطيني وتقام مبارياتها في البحرين، وسيلعب أولى مبارياته مع هلال القدس في 18 ومع الرفاع الشرقي في 21 ويختتم مبارياته بلقاء النجمة في 24 من الشهر الحالي.
مدرب كرة تشرين الكابتن طارق جبان قال لـ “أثر” إن الفريق سيعود للتمارين اعتباراً من يوم غد الأربعاء وسيشارك معه اللاعبون الجدد، والآمال مشروعة بتحقيق منافسة لائقة وتصدر المجموعة.
وكان تشرين قد شارك الموسم الماضي بنفس البطولة التي أقيمت مبارياتها في العاصمة الأردنية عمان ولعب في مجموعة إلى جانب الفيصلي الأردني والأمعري الفلسطيني والكويت الكويتي، حيث تعادل مع الكويت 3-3 وفاز على الأمعري 5-1 وخسر أمام الفيصلي 1-0.
وشارك ببطولة الأندية العربية الأولى وكانت عام 1982، حيث لعب مع الأنصار اللبناني في مباراة الذهاب بحلب وانتهت بالتعادل بهدف واعتذر تشرين عن لقاء الإياب بسبب الحرب الأهلية في لبنان، والثانية عام 2004 لعب مع الإسماعيلي المصري فخسر في اللاذقية 0-3 وفي الإسماعيلية 0-2، وشارك مرة واحدة في بطولة الأندية الآسيوية وخسر أمام الهلال السعودي في اللاذقية 2-3 وتعادل معه في الرياض 1-1.
المشاركة الآسيوية الأولى لجبلة:
ستكون هذه المشاركة هي المشاركة الآسيوية الأولى لنادي جبلة وتأهل إليها بصفته حاملاً لكأس الجمهورية الموسم الماضي.
وسيلعب جبلة في مجموعة صعبة تضم الأنصار اللبناني والسيب العُماني والكويت الكويتي، وتقام مباريات المجموعة في مسقط عاصمة عُمان ويلتقي جبلة مع السيب في 18، ومع الأنصار في 21، ومع الكويت في 24، وجميع المباريات في الشهر الحالي.
وقال رئيس نادي جبلة المحامي سامر محفوض لـ “أثر” إن الفريق استعاد خدمات لاعبه محمود البحر، وطلب ضم اللاعبين حسين جويد من حطين وعبد الملك عنيزان من الكرامة وخالد المبيض وأنس بلحوس وعبد الرحمن بركات من الوحدة.
وهذه المشاركة هي المشاركة الآسيوية الأولى لجبلة فيما شارك مرتين في بطولة الأندية العربية أبطال الدوري أعوام 1988 في الشارقة بالإمارات حيث لعب في مجموعة ضمت إلى جانبه الرشيد العراقي (الكرخ حالياً) والمريخ السوداني وفنجاء العُماني والإفريقي التونسي ففاز على الرشيد 1-0، وتعادل مع المريخ 1-1، وخسر أمام فنجاء الإفريقي 0-2، واحتل المركز الرابع وخرج من الدور الأول.
وعام 2000 في الرياض بالسعودية وعب في مجموعة ضمت معه الهلال السعودي والعربي الكويتي واتحاد عنابة الجزائري والمريخ السوداني فتعادل مع الهلال 2-2، وخسر أمام العربي 1-2، وأمام اتحاد عنابة 2-3، والمريخ 0-2 واحتل المركز الأخير وخرج أيضاً من الدور الأول.
كل الأماني ممكنة:
بعد كل ما رافق مسيرة الناديين من أحداث حتى الوصول للمشاركة الآسيوية، تبقى الأماني ممكنة والأحلام قابلة للتحقيق في البطولة رغم قوة المنافسة، لأن الفريقين بما يضماه من لاعبين لهم خبرة كبيرة في المباريات الدولية حيث شارك معظمهم مع جميع منتخباتنا الوطنية في استحقاقات كثيرة قادرين على تحقيق منافسة لائقة وعدم القبول بممارسة دور “الكومبارس”، وتأكيد هويتهما وتسجيل نفسيهما كمنافسين قويين في هذه البطولة التي قد نعود من خلالها لبطولة أبطال الدوري على المستوى الآسيوي.
محسن عمران