تواصل الفصائل المسلحة و”جبهة النصرة” خروقاتها لاتفاق منطقة “خفض التصعيد” في إدلب وأرياف حماة وحلب، حيث استهدفت أمس بالقذائف الصاروخية مدينة محردة ومحيطها في ريف حماة الشمالي.
إذ أفادت وكالة “سانا” السورية الرسمية بأن الفصائل المسلحة المنتشرة في ريف إدلب الجنوبي اعتدت يوم أمس بـ 9 قذائف صاروخية على مدينة محردة ومحيطها، سقطت اثنتان منها على الأحياء السكنية في المدينة وسقطت بقية القذائف الأخرى في منطقة أبو عبيدة في محيط المدينة، ما أدى إلى دمار في عدد من المنازل السكنية دون أنباء عن سقوط إصابات في صفوف المدنيين.
ويأتي ذلك على الرغم من بدء القوات التركية بتسيير أول دورياتها صباح الجمعة في المنطقة “منزوعة السلاح” في إدلب، بحسب ما أفادت به عدة مواقع معارضة، إلا أن تلك الدوريات لم يكن لها أي تأثير في منع الفصائل المسلحة و”جبهة النصرة” من الاستمرار في خروقاتها للاتفاق بين الدول الضامنة في أستانة.
ويرى مراقبون بأن تركيا تسعى إلى وقف هجمات “النصرة” لإظهار أن بإمكانها السيطرة عليها في تلك المنطقة ومنع العملية العسكرية التي بدأت روسيا تلوح بها خلال الأسابيع الفائتة، بعد فشل تركيا في تنفيذ الاتفاق.
بالمقابل، ردت القوات السورية في حماة بضربات مكثفة ومركزة على خروقات الفصائل المسلحة و”جبهة النصرة” لاتفاق منطقة “خفض التصعيد” وأوقعت بين صفوفها قتلى ومصابين، بحسب ما أفادت “سانا” أيضاً.
حيث نقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن القوات السورية نفذت مساء أمس رمايات نارية مكثفة استهدفت مجموعات مسلحة تتبع لتنظيم “الحزب التركستاني” الذي يتكون معظمه من الأجانب، حاولت التسلل من محور السرمانية ودوير الأكراد في سهل الغاب في ريف حماة، بالتوازي مع تنفيذ ضربات صاروخية ومدفعية استهدفت مقرات لـ “النصرة” في كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، مؤكدأ أن الضربات أسفرت عن تدمير مقرات ومنصات إطلاق صواريخ للتنظيمين وأسقطت قتلى وجرحى في صفوفهم.
وكانت قد قضت طفلة يوم الخميس وأصيب 6 مدنيين بجروح بعد استهداف “النصرة” بعدد من القذائف الصاروخية لقرية جورين في ريف حماة الشمالي الغربي.
يشار إلى أن مناطق سيطرة “جبهة النصرة” والفصائل المسلحة في إدلب تشهد حالة من تصاعد الفلتان الأمني والاغتيالات بسبب رفض مجموعات من المسلحين الأصوليين للإملاءات التركية والاستمرار في تلقي الأوامر من تنظيم “القاعدة” ويأتي ذلك على الرغم من تأييد متزعم “النصرة”، “أبو محمد الجولاني” للتحالف مع تركيا.