خاص || أثر برس تطور تسلّط فصائل أنقرة على أهالي المناطق الخاضعة لسيطرتهم في ريف حلب الشمالي، ليصل إلى حد فرض أتاوات جديدة “نوعية”، على الأهالي الذين يمرون عبر حواجزهم المنتشرة ضمن تلك المناطق.
اللافت في الأتاوة الجديدة التي فرضها مسلحو فصيل “فرقة الحمزة” على أهالي بلدة “بلبل” بريف عفرين، أنها ليست أتاوات مالية كما جرت عليه العادة في المرات السابقة، وإنما تمثلت في إجبار الأهالي المارين من حواجز الفصيل على تقديم جزء من الأطعمة والمشروبات والخضروات والفواكه لمسلحي تلك الحواجز، وفق ما أفادت به مصادر محلية لـ “أثر” من منطقة عفرين.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً من أهالي البلدة، فوجؤوا مساء أمس أثناء عودتهم إلى منازلهم قبيل حلول موعد الإفطار، بمطالبة مسلحي الحواجز التابعة لفصيل “الحمزة” والمنتشرة بشكل خاص في محيط البلدة، بتقديم قسم من المواد الغذائية التي يحملها الأهالي إلى منازلهم، كنوع من الضريبة الهادفة إلى تأمين وجبة إفطارهم.
ولدى محاولة الأهالي محاججة مسلحي الحواجز ورفض تقديم الطعام لهم كونه بالأصل لا يكاد يكفي لسد رمق عائلاتهم، بادر المسلحون إلى تهديدهم بالمنع من العودة إلى منازلهم، وبالاعتقال بتهمة الامتناع عن دفع الضريبة، ومصادرة كافة الأطعمة التي يحملونها، الأمر الذي اضطر الأهالي للرضوخ إلى أوامر المسلحين.
وتعد الأتاوة الجديدة، الأولى من نوعها التي يتم تحصيلها من أهالي منطقة عفرين لناحية دفعها بالطعام بدلاً من المال أو المحاصيل الزراعية.
ويعاني قاطنو المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف حلب الشمالي بشكل عام، وضمن منطقة عفرين على وجه الخصوص، من أحوال معيشية متردية للغاية، في ظل أعمال السرقة والنهب التي يتعرضون لها على أيدي قياديي ومسلحي فصائل أنقرة، عدا عن الأوضاع الأمنية المتردية، وخاصة على صعيد الاقتتال الداخلي بين مسلحي الفصائل، والتي غالباً ما تؤدي في نتيجتها إلى وقوع ضحايا ومصابين بين صفوف المدنيين، إضافة إلى عمليات التفجير المتلاحقة التي تُسجل بين الفينة والأخرى ضمن تلك المناطق، وسط عجز تام من قبل تركيا والفصائل التابعة لها.
زاهر طحان – حلب