أثر برس

جرائم حرب متبادلة.. “قسد” تحاول والتنظيم مستمر بمعركته دون خيارات

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس تجددت الاشتباكات بين تنظيم “داعش” و”قوات سوريا الديمقراطية-قسد” صباح اليوم في محيط سجن الثانوية الصناعية بالطرف الجنوبي من مدينة الحسكة، بعد غارات بالرشاشات الثقيلة نفذتها مروحيات قوات الاحتلال الأمريكي إسناداً لـ “قسد” التي تعجز عن اقتحام السجن بالرغم من الدعم والتعزيزات التي وُصفت بالضخمة.

وكانت “قسد” قد أطلقت الرصاص على مجموعة من معتقلي التنظيم يبلغ عددها 30 شخصاً كانوا قد خرجوا شبه عراة من سجن الثانوية الصناعية بهدف تسليم أنفسهم لـ “قسد” والخروج من دائرة الاشتباك، ليتم تصفيتهم بإعدام ميداني من قبل عناصر “قسد” كعملية انتقامية لمقتل عناصر الفصائل الكردية على يد المجموعات المهاجمة، بحسب ما وصفته المصادر.

ودمّرت الغارات الأمريكية ليل أمس مبنى “معهد المراقبين الفنيين” المجاور للسجن، كما استهدفت كلية الاقتصاد والفرن الآلي ونقاطاً في حي الزهور كان تنظيم “داعش” قد رفع رايته فوقها، بعد هجوم يعد الأكبر من نوعه منذ أن فقد التنظيم السيطرة على آخر معاقله في قرية “باغوز فوقاني” في آذار من العام 2019.

وتؤكد مصادر أهلية أن عناصر تنظيم “داعش” قاموا بتصفية عدد من عناصر “قسد” ذبحاً، بعد أن تمكن التنظيم من السيطرة على عدد من الشوارع المحيطة بسجن الثانوية الصناعية بالطرف الجنوبي من حي غويران.
الاشتباكات استمرت ليل الأمس بشكل متقطع لتمر أكثر من 36 ساعة على بدء الهجوم دون أن تتمكن “قسد” المدعومة من القوات الأمريكية من السيطرة على الموقف وإنهاء العملية التي بدأها التنظيم يوم أمس الأول بتفجير سيارة مفخخة تلاه هجوم لمجموعة من الخلايا على عدة نقاط أولها السجن، ومن ثم امتدت العملية لتشمل كليتي الاقتصاد والهندسة المدنية والفرن الآلي والمقابر وحي الزهور (حوش الباعر)، بمساحة إجمالية تزيد عن 15 كم مربع، وتسببت بنزوح المدنيين نحو مناطق متفرقة أبرزها مناطق سيطرة الدولة السورية الأمر الذي شكّل أزمة إنسانية.

وقالت مصادر “أثر برس” إن محافظ الحسكة غسان خليل وجّه بتشكيل فرق إغاثة إسعافية اشترك فيها مجموعة من الجمعيات الخيرية ومؤسسات الدولة لتقديم ما يمكن لنحو 1200 عائلة دخلت “المربع الأمني”، فيما يقف عدد ضخم من حافلات نقل الركاب والشاحنات بالقرب من “محطة صباح الخير”، بريف الحسكة الجنوبي بانتظار تأمين الجزء المتبقي من الطريق ليتم السماح لهم بالدخول بعد ليلتين قضوها في العراء، إذ منعت “قسد” إكمال الطريق أو استبداله لتتمكن هذه الحافلات من الدخول للحسكة، وبنتيجة الهجوم فرضت “قسد” منذ ظهر الأمس حظراً للتجوال وقطعاً للطرقات في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي والتي تحتوي على “سجن الكتيبة” الذي يعد أكبر السجون التابعة للقوات الأمريكية.

وتراهن “قسد” الآن على نفاذ ذخيرة عناصر التنظيم وإجبارهم على الاستسلام، فيما تبدو المعركة بالنسبة لـ “داعش” دون خيارات سوى القتال حتى النهاية بعد الحصار الذي أُطبق عليه، ولا تستبعد المصادر حدوث مفاوضات بين الطرفين قد تذهب إليها “قسد” لإنهاء الأزمة التي أثبتت عجزها عن تأمين مقارها والسجون التابعة لها، وبالتالي عجزها عن حماية ما تسيطر عليه برغم الدعم الأمريكي المباشر.

محمود عبد اللطيف- المنطقة الشرقية 

اقرأ أيضاً